الخميس 2 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
مصر أولًا وأخيرًا

مصر أولًا وأخيرًا

مما لاشك فيه أن مصر مستهدفة، ليس اليوم فقط، ولكن عبر التاريخ القديم والحديث، فمنذ فجر التاريخ وما قبل التاريخ، ومنذ العصر الحجرى الحديث، بدأت الهجرات من بلاد الشام، ومن المشرق العربي، تأتى إلى مصر، وما أن قامت الحضارة الفرعونية قبل ثلاثة آلاف عام من الميلاد، وأرست أول دولة فى التاريخ، حتى صارت مصر مطمعاً وهدفاً لكل إمبراطوريات العالم القديم، فقد غزاها الآشوريون قبل الميلاد بألف سنة، ثم الفرس الذين احتلوا مصر حتى هزمهم الإسكندر المقدوني، ومن بعده حَكمَ مصر ابنه بطليموس، ثم دخلت مصر تحت حكم الرومان حتى دخل الإسلام.



وبعد الإسلام وخلال العصرين الفاطمى ثم الأيوبى صارت مصر هدفاً للمغول والتتار، ومن قبلهم ومن بعدهم الصليبيون، وجاءت هزيمة التتار على يد قطز حين توحدت الجيوش المصرية والشامية، كما أن هزيمة الصليبيين تحققت فى عهد الأيوبيين، وبالطبع تم توحيد مصر وبلاد الشام أيضاً، وكان المصريون جزءاً رئيساً من جيش الأيوبيين.

وفى العصر الحديث، ظلت مصر تحت سيطرة الأتراك العثمانيين حتى الحملة الفرنسية عليها، ثم جاء الاحتلال البريطانى. 

لن نبحث فى أسباب استهداف مصر تاريخياً، فهذا الأمر منوط بالمؤرخين، ولكن من الواضح لو نظرنا إلى خريطة العالم القديم والحديث فإن مصر سُرةُ الكون، وموقعها الجغرافى خطير، بل إن لـ”عبقرية الجغرافيا” التى ذكرها الراحل جمال حمدان، لهذا الموقع ضريبة بل أعداء أيضاً.

لكل هذه الأسباب، ولغيرها مما خفى عنا، صار من الواضح أن هناك مخططاً عدائياً شريراً، يستهدف تقويض مصر وتخريبها، كما تم تخريب العراق وسوريا واليمن وليبيا وغيرها.

والقوى التى تستهدف مصر ليست خارجية فقط بل وداخلية أيضًا ومنهم مايسمى بالإخوان المسلمين الذين ذهبوا إلى الصدام مع الدولة وفرض رؤيتهم بالقوّة، وتفاقم الإرهاب الذى استهدف البلاد.

الإخوان لم يفهموا أنّ “الدولة” وحدها مَن عليها أن تحتكر سلطة التشريع وسلطة التنفيذ وسلطة القضاء، وإذا نازعها أحدٌ فى ممارسة أىّ من هذه السلطات فهذا سيقود بالضرورة إلى الانفلات والفوضى وضياع هيبة وسلطة ومركزية الدولة.. وعندها لا دولة هناك! 

من المؤكد أن المجتمع المصرى لما له من قوة (اجتماعية وأخلاقية) يظل قادراً على إنتاج الرادع والكابح أمام الانفلات الكامل.

الأزمات لا تختفى بالرغبات، بل بالوعى والفعل والمواجهة الحصيفة فهل يدرك المأزومون أهمية العمل، حتى لا تتحوّل الأزمات إلى كوارث. 

إنّ مصر أكبر من كلّ شيء على الأرض، وهى أعلى من الكلام، ولديها عبقريتها التاريخية لتتجاوز أزماتها وأطواقها، وستبقى مصر الآمِنة بالنصّ الإلهيّ الكريم ، هى التى ستُكمِل زينتها عمّا قريب.  إن مصر الكبرى والحرّة والقوية هى العمود الفقرى للأُمّة العربية، وعلى الجميع الحفاظ عليها باعتبارها المخزون الاستراتيجى للأمة العربية، من المحيط إلى الخليج. 

الجميع مؤمنون بأنه إذا مرضت مصر– لا قدّر الله – مات العرب ، وإذا قويت مصر انتصرالعرب فى كل شيء وعلى كل الجبهات والمستويات.