الإثنين 29 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
تغييـر الشعـار

تغييـر الشعـار

تطالعنا الأخبار بخبر تغيير الشعار - اللوجو - الخاص بشركة او مؤسسة أو حتى جهة حكومية- وزارة مثلا- مع سرد لعدد من الأسباب التى دعت الى قيام المؤسسة بهذا التغيير، يأتى على رأس تلك المبررات ما يتحدث عن تغيير الشركة لنطاق أعمالها وإضافة مجالات جديدة مما يجعل الشعار القديم غير قادر على التعبير عن هذا التحديث، كما قد تشمل الأسباب ايضا اندماج الشركة مع شركة اخرى وغير ذلك من الاسباب التى قد تبدو بديهية و مقبولة.



وفى الحقيقة فإنه لايوجد إجماع- إو شبه إجماع-على رأى واحد حيال ذلك التغيير فالبعض يرى أنه لايجب تغيير الشعار القديم تحت أى ظرف من الظروف معتبرين أن هذا التغيير سيفقد الشركة أو المؤسسة نسبة من عملائها كما أنها ستحتاج الى تكثيف الحملات الدعائية لكى تستطيع بعد فترة زمنية طويلة - قد تصل الى سنوات - أن تنتزع صورة الشعار القديم من الأذهان وتضع مكانه صورة الشعار الجديد، على الجانب الآخر نجد البعض يؤكد على أهمية تغيير الشعار بصورة دورية بغض النظر عن وجود مبررات منطقية ام لا، وبين هذين النقيضين نجد العديد من الآراء التى تنادى بالتغيير ولأسباب متعددة منها ما هو منطقى ومنها ما هو غير ذلك بل قد يصل الأمر أحيانا الى أن تطالب فئة بثبات الشعار وعدم تغييره من الحصول على نسب مبيعات مرتفعة لمنتجات الشركة فيما ترى مجموعة أخرى ضرورة تغيير الشعار لنفس السبب.

وفى محاولة لمعرفة بعض من الاسباب المنطقية لهذا التغيير وجدت تغيير طبيعة النشاط او زيادة حجمه من أحد الأسباب الرئيسية و يشمل الأمر أيضا وجود منافسين جدد او وجود عملاء جدد يحتاجون الى رسالة مختلفة لايحققها الشعار الحالى، تشمل الأسباب ايضا إن كان الشعار القديم يحتوى على تاريخ معين ربما يكون الزمن قد تجاوزه وتحتاج الشركة الى فك الارتباط بينها و بين هذا التاريخ لسبب أو لآخر.

وفى حالة الاستقرار على تغيير الشعار فإن حملة دعائية كبيرة لابد وأن تتم وبكثافة لتقليل زمن ارتباط العملاء بالشعار القديم وإغراق أذهانهم بالشعار الجديد حتى يصبح من الصعب عليهم تذكر اى شعار آخر، يشمل الأمر ايضا الكثير من الإجراءات الداخلية المكلفة و منها العديد من التغييرات فى حالة وجود الشعار على منتجات الشركة او موقعها الالكترونى اولافتات الاعلانات واللافتات على مقار الشركة هذا بالاضافة الى العديد من المطبوعات مثل كروت التعارف والخطابات الورقية و الفواتير وبطاقات الهوية الداخلية وغيرها من المطبوعات والنشرات الأخرى.

ولأن إنسان هذا العصر يتميز بسرعة النسيان فإن تغيير الشعار ينجح دائما  متحديا التيار المحافظ الذى يرى أن الشعار القديم هو إرث و تراث لايجب التفريط فيه.