الإثنين 29 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
الدولاب والعجلة

الدولاب والعجلة

كثيرا ما نسمع ونقرأ تعبير «دولاب العمل» فى سباقات مرتبطة بالعمل والإنجاز ولم نكن نتوقف كثيرًا عند لفظ «دولاب» فكنا نأخذ المعنى العام للمصطلح فنفهمه على أنه مرتبط بسير العمل وعلى الجانب الآخر كنا نسمع ونقرأ تعبير «عجلة الإنتاج» وهى التى نفهمها ونستوعبها بنفس المعنى ولكننا نتخيل أن الإنتاج يكون مرتبطًا بالمصانع ونفهم عجلة الإنتاج على أنها «عجلة» مرتبطة بتروس الماكينات التى تقوم بتصنيع المنتجات وطالما كانت العجلة تدرو فإن ذلك يعبر عن استمرار تلك الماكينات فى الدوران وهو ما يوحى بأن العملية الإنتاجية قائمة وأن نتاجها من منتجات، هوأمر متوقع، ومنتظر أيضًا.



وكنا أيضا لا نعرف لماذا يرتبط العمل بلفظ الدولاب ويرتبط الإنتاج بلفظ العجلة والحقيقة أن المعنى واحد ويأتى الاختلاف فقط ربما من البلد الذى أطلق هذا التعبير ابتداءً وتناقلته باقى الدول العربية بعد ذلك. فدولاب العمل يعنى عجلة العمل وعجلة الإنتاج يمكن أن يطلق عليها دولاب الإنتاج، فالدولاب هوالعجلة باللهجة اللبنانية فيما تعبر العجلة عن الإطار المستخدم فى العربات والماكينات وخلافه.

أما الدولاب فى اللهجة المصرية فإن يعبر عن خزانة الملابس ولا تجد أن استعمال الدولاب بمعنى إطار مستخدمًا فى مصر على الإطلاق.

اختلاف اللهجات والاستخدامات يأتى فى إطار آخر مرتبط بالترجمة إلى اللغة العربية وهو ما انتشر فى لبنان أيضًا حيث يتم اعتماد حرف الغين بدلًا من حرف الجيم فى ترجمة حرفية الـ G والـ J   وهوما نستخدمه فى العديد من الترجمات للكثير من المصطلحات منها على سبيل المثال أسماء الدول مثل السنغال وغانا وسنغافورة أو أسماء الشخصيات الخرافية مثل كينغ كونغ وهوما قلت حدة استخدامه مؤخرًا حيث بدأنا فى استخدام حرف الجيم مرة أخرى فعاد اسم الدول إلى السنجال وسنجابور ولكن على استحياء أما كنج كونج فإنه لسبب غامض لم يتم استخدام الترجمة اللبنانية كثيرًا.

نستخدم فى مصر تعبير جديد هو «دولاب مخدرات» للتعبير عن تاجر المخدرات الصغير الذى يقوم بالبيع إلى متعاطى المخ درات ومعناه أن ذلك الشخص يقوم بالحصول على المخدرات من التاجر الكبير ثم يقوم بتخزينها فى دولاب حقيقى يقوم بأخذ كمية صغيرة من المخدرات منه ليقوم ببيعها ثم يعاود اللجوء إلى الدولاب للتزود بكميات أخرى.

وفى الحقيقة أنه لن يمكن المواءمة بين التعبير فى البلدين فلا أتصور أن يجلس مصرى ليحدث صاحبه قائلا: «الدولاب اتخرم وروحت لحمته عند بتاع الدواليب».