الإثنين 29 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
التسنين الرقمى

التسنين الرقمى

منذ بدأت شبكات التواصل الاجتماعى ومحاولات حماية الأطفال من التعرض للمواد ذات التأثير السلبى عليهم مستمرة ويتم ذلك من خلال عدد من القواعد التى تضعها الشركات صاحبة التطبيق ويأتى على رأسها شركة ميتا المالكة لتطبيق الفيسبوك وانستجرا الشهيرين هذا بالإضافة إلى العديد من القوانين المحلية التى تحاول تحقيق تلك الحماية وتتواصل مع الشركة صاحبة التطبيق لمحاولة إنفاذ قوانينها قدر الإمكان.



بالطبع تبدأ استراتيجيات حماية الأطفال من خلال تعرف التطبيق على سن المستخدم وهو الذى اتفق على عدم إمكانية إنشاء حساب لأى شخص أقل من ١٣ عاما ولكن بالطبع هذا الشرط يتم تجاوزه ببساطة حيث يقوم الطفل بادعاء أن سنه اكبر من هذا وعليه فإنه يستطيع تخطى هذا الحاجز واستمرار تسجيل المستخدم ومن ثم الدخول على التطبيق والتجول فيه بأريحية.

الأمر الجديد الذى بدأ تطبيق الانستجرام فى تطبيقه مؤخرا هو استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعى لمحاولة تحديد سن المستخدم وايقاف الحسابات التى لا يقول أصحابها الحقيقة أو على الاقل التحكم فيما يتعرضون له من مواد مختلفة لحمايتهم من الأمور غير المناسبة لفئتهم العمرية وخاصة المواد الخارجة وخطابات الكراهية والعنف الموجه ضد الأطفال.

يقوم الانستجرام بهذا الأمر من خلال التعاقد مع شركة متخصصة فى تقنيات الذكاء الاصطناعى يقوم بطلب صورة شخصية يتم التقاطها من خلال الكاميرا ومن خلالها يتم تحديد سن المستخدم والتعامل معه بناء على ذلك. بالطبع قد يقوم البعض باستغلال شخص بالغ للتصوير بدلا منه أو وضع صورة ثابتة لشخص بالغ أمام الكاميرا لخداع البرنامج إلا أن البرنامج يتطور ومن المتوقع أن يقوم بعمل بعض الحسابات الفنية الأخرى لتحديد السن منها متابعة ما يتم وضعه من منشورات وخاصة ما يتعلق بأعياد الميلاد وإعمار الأصدقاء الذين قد يطلب من عدد منهم تحديد سن الصديق الجديد أو يتم احيانا تحليل أسلوب الكتابة واستخدام المصطلحات وفى بعض الأحيان تتم مراجعة المجموعات التى يشترك فيها المستخدم المعاونة فى تحديد عمر تقريبى له.

فى الحقيقية أعتقد أن جهود مثل تلك التى تتم من خلال تقنيات الذكاء الاصطناعى ستساهم كثيرا فى جعل العالم الرقمى أكثر انضباطا وأقل فوضى بناء على قدرة تلك الأنظمة على حل مشكلات كنا نعتبرها فى الماضى من رابع المستحيلات.