الإثنين 29 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
الصحفى الذكى

الصحفى الذكى

لا يقصد هنا بالصحفى الذكى ذلك الشخص اللماح القادر على استخراج الخبر الأكثر إثارة للاهتمام ولا ذلك الصحفى صاحب الأسلوب السلس الجذاب فى صياغة الخبر ونشره فى التوقيت المناسب فتلك مهارات بعضها مكتسب وبعضها تلقائى ولا خلاف على ذلك تقريبا.



ولكن ينظر المتخصصون من الصحفيين إلى كم الجهد المبذول للوصول إلى الخبر المناسب واساليب التحقق من صحته ثم النظر إلى ملاءمة الخبر للنشر وتوقيت ذلك ثم العمل على صياغة الخبر الصياغة الصحفية المحترفة وهى خطوات تستغرق الكثير من الوقت والجهد وتجعل الصحفى فى حالة ترقب وتحفز وتمحيص وتقدير وصياغة طوال الوقت نظرا للطبيعة المتسارعة والمستمرة لتدفق الأخبار وكثرة الأحداث المحلية والإقليمية والدولية. وهنا نجد أن تقنيات الذكاء الاصطناعى تطل برأسها مرة أخرى لمعاونة الصحفى فى هذه المهمة الصعبة والمعقدة والمستمرة أيضا حيث تم مؤخرا الإعلان عن تشكيل فريق أكاديمى من كلية الإعلام فى جامعة ميامى بالولايات المتحدة الأمريكية يقوم على تصميم نظام الذكاء الاصطناعى يساعد الصحفى فى أداء عمله حيث يمكن تغذية هذا النظام بالأخبار المنتشرة على المواقع الإخبارية المختلفة وكذا أيضا تغذيته بالجلسات التى تتم فى المؤتمرات والندوات وورش العمل واللقاءات التليفزيونية وجلسات البرلمان حيث يقوم هذا النظام بتحليلها وتلخيصها وتقديمها للصحفى بتسلسل جذاب يسمح له بأن يقوم بنشرها مباشرة أو عمل التعديلات اللازمة من وجهة نظره قبل ذلك كما تتيح أيضا عمل نشرات أخبارية متكاملة فى بعض المجالات ومنها النشرات الرياضية والاقتصادية والنشرات الجوية.

بالطبع ستتعالى صياحات الهجوم على هذا التوجه الجديد متهمة إياه بأن اعداد الصحفيين المطلوبين ستتناقص فى المستقبل وربما يكون هذا صحيحا نوعا ما ولكن من المؤكد أن التمسك بالنموذج القديم للرصد والضيافة للأخبار سيتأخر كثيرا فى دقته وسرعة إنجازه إذا استمر دون الاستعانة بتلك التقنيات الحديثة ولو جزئيا على الأقل والحقيقة أن قضية سرعة ودقة الأنظمة المعتمدة على الذكاء الاصطناعى أمام الأنظمة التقليدية اليدوية المعتمدة على القدرات البشرية المجردة لهى قضية كبيرة لا يثار فيها الجدل فى مجال دون الآخر ولكن الأمر الأكثر خطورة هو أن تناول تلك المشكلة ومحاولة اقتراح حلول لها لا يزال فى طور البدء وربما عدم الجدية المطلوبة اعتمادا على أمل تأخر الأنظمة الفنية فى التطور والاعتماد كبديل.