الإثنين 11 نوفمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
بيـت الراحـة

بيـت الراحـة

فى إحدى حلقات برنامج الكاميرا الخفية للراحل إبراهيم نصر تتواجد فرقة موسيقية خارج إحدى دورات المياه وبمجرد خروج أحد الأشخاص منها فإن الفرقة الموسيقية تقوم بعزف مقطوعة الانتصار ثم يتقدم إبراهيم نصر –متنكرا-إلى الضحية مهنئا إياه بفوزه بمبلغ خمسة آلاف جنيه لأنه كان العميل رقم 7000 الذى استخدم دورة المياه، ثم يقوم بتهنئته بعض الأشخاص قبل أن تبدأ مذيعة إحدى القنوات فى عمل حوار معه تسأله عن شعوره حيال الفوز بالجائزة وشعوره قبل دخول الحمام وبعد الخروج منه.



تذكرت هذا المشهد عندما اتى إلى أحد الأصدقاء الأعزاء ضاحكا حيث كان قد استأذن قبل خمس دقائق للذهاب إلى دورة المياة فى أحد المواقع ثم عاد ضاحكا متذكرا هذا البرنامج لأنه عندما قام بالخروج من دورة المياه وجد ما لا يقل عن عشرة عمال نظافة فى انتظار خروجه ليقوموا باستكمال عملهم بالداخل فتذكر البرنامج وابتسم عندما أخذ يبحث بين العمال عن الآلات الموسيقية أو عن الفنان إبراهيم نصر أو المذيعة قبل ان يعود إلى ضاحكا.

وللأسف وبالرغم من أن المشهد يبدوا عبثيا إلا إن الاحساس بالانتصار والتميز المصحوب بجائزة هو احساس طبيعى يرغب فيه الجميع حتى لو كان التميز هو أن يكون الشخص رقم 7000 الذى استخدم دورة المياه ثم تتوالى نتائج التميز من جائزة وحوار تليفزيونى وخلافه، تذكرت هذا المشهد مرة أخرى وقارنته بما نتابعه على شبكات التواصل الاجتماعى ولا أقول هنا كل ما نتابعه ولكن نسبة لا يستهان بها قد أصبحت كذلك، مواد إخبارية وترفيهية وعلمية وآراء فى مختلف المجالات اشبه بمخلفات البشر من بول وبراز ونجد انها تحظى بنسب اعجاب واعادة نشر مهولة كما نجد الكثير من عبارات الاطراء والإعجاب وهى التى تنجم اما عن نفاق صارخ أو جهل مطبق.

لم تكن الخرافات أمرا جديدا على البشرية ولكن تبقى المشكلة الرئيسية دائما أن يبدأ الإنسان حياته بالتعرض لتلك الأكاذيب قبل أن يكون رصيدا علميا ومعرفيا يحميه من تصديقها أو التأثر بها وهو ما لا يوجد داخل شبكات التواصل الاجتماعى حتى الآن بالرغم من أن الخبرات قد اسهبوا فى وصف مضارها ووضع مقترحات للمكافحة ولكن يبدوا أنها حلول غير منطقية أو غير قابلة للتنفيذ أو تحتاج إلى جهد كبير وعزيمة خائرة مستسلمة لإشارات الاعجاب قبل دخول بيت الراحة وبعد الخروج منه أيضا.