الإثنين 29 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
من روسيا مع الحب

من روسيا مع الحب

لا أدرى لماذا تذكرت الفيلم الأمريكى “من روسيا مع الحب” أو From Russia with Love من سلسلة أفلام جيمس بوند, وذلك بعد أن انتشرت الأخبار حول تصريح الفنان التشكيلى الروسى جورجى كوراسوف بخصوص اقتباس تصميماته المستوحاة أصلًا من التراث الفرعونى ووضع تلك اللوحات داخل إحدى محطات المترو فى القاهرة والضجة التى أثيرت حول الفنانة التشكيلية صاحبة تلك الجداريات والهجوم عليها وعلى أعمال سابقة قامت بها أيضًا واختلاط الأخبار الصحيحة بالمغلوطة ثم انتقال الأمر إلى منحى آخر مرتبط باللون الأسمر للشخصيات الموجودة فى الجدارية وهو ما يسير مع الطرح القديم أن جذور الفراعنة تعود إلى قلب القارة الإفريقية وهو ما يتم الاستدلال عليه بمحاولات بعض ملوك الفراعنة فى مراحل متقدمة من طمس تلك الحقيقة من خلال تدمير الأنوف العريضة للتماثيل التى توضح ذلك، ثم انتقل الأمر إلى نهاية سعيدة نوعًا ما من خلال تصريح هيئة الأنفاق بأنها ستقوم بإزالة الجدارية واتخاذ الإجراءات القانونية مع الشركة المنفذة مع تقديم اعتذار رقيق للفنان الروسى.



تذكرى للفيلم ليس له علاقة بقصته، فالفيلم إنتاج 1963 أى فى أوج الحرب الباردة بين القطبين الكبيرين وعليه فإن القصة متوقعة واالنتيجة أيضًا ولكن ما لفت نظرى هو اسم الفيلم وارتباطه بجنسية الفنان التشكيلى نظرًا لتتابع عدد كبير من التساؤلات بعد الإعلان عن الواقعة، فالأمر بالطبع مرتبط بالملكية الفكرية واحترام حق المبدع فى تسجيل أعماله وحماية إبداعه وعدم استغلال ذلك من قبل الآخرين إلا بشروط محددة وتصاريح وتفاهمات وتعاقدات, ويشمل الأمر أيضًا عقوبات وغرامات توقع على من ينتهك حقوق الملكية الفكرية وقبل هذا وذاك يجب النظر إلى الأمر فى إطار معين, فهذه ليست أول حالة سرقة فنية ولن تكون الأخيرة, وهنا لا أتحدث عن الفنون التشكيلية فقط ولكن بصورة عامة فى باقى أفرع الفنون والآداب والعلوم وخلافه ولكن يكون الأمر مستوجبًا للتصعيد عندما يحقق ربحًا أو شهرة للسارق أو يتم وضع أعماله فى مكان عام ورسمى مثل الميادين العامة أو محطات القطارات وخلافه، بالطبع يمكن  التقاضى فى كل الحالات ولكن بعض الحالات لا تستدعى هذا وهو تقدير شخصى للمعتدى عليه، النقطة الأخرى أن الفنان التشكيلى روسى الجنسية, وهو ما يجعل الأمر أقل حدة من لو كان أوروبيًا أو أمريكيًا على عدة أصعدة منها الشهرة والانتشار وللأعمال وهو ربما قد يكون الدافع الأساسى للاقتباس.