الإثنين 29 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
ومنين بييجى الأدب

ومنين بييجى الأدب

لاشك فى أن نمط مشاهدة الدراما قد اختلف كثيرا خلال السنوات الماضية نتيجة انتشار القنوات الفضائية منذ تسعينيات القرن الماضى ثم انتشار شبكة الإنترنت وزيادة المواد المصورة بها وصولا إلى المنصات الرقمية الكاملة والتى قد تصل بإنسان هذا العصر إلى الاستغناء عن الراديو والتليفزيون والصحافة الورقية والاكتفاء بما تقدمه له تلك المنصات من أخبار ومواد وثائقية وبرامج حوارية ودراما وباقى أنواع الفنون كالغناء والرقص وصولا إلى حفلات الأوبرا أو الإنشاد الدينى.



والحقيقة أن ما سبق من أساليب لتلقى المعلومات والأخبار والفنون والدراما قد أثر إلى حد ما فى مستوى ما يتم تقديمه بعد التحرر النسبى من أجهزة الرقابة على المحتوى وهنا لا أختص مصر بالحديث ولكنه أصبح إطارا عاما يتحرك الجميع داخله بنسب مختلفة طبقا لما كان معمولا به من قبل وطبقا لعادات وتقاليد تلك الشعوب وهو ما استلزم سن تشريعات جديدة لتنظيم المحتوى المقدم سواء من خلال وسائل الإعلام التقليدية أو وسائل الإعلام الرقمية الجديدة وكذا أيضا باقى الأدوات الرقمية كالمواقع الإلكترونية وشبكات التواصل الاجتماعى وغيرها.

تبقى منطقة فى المنتصف لا تعتمد على رقابة ولا على قوانين فهى فى الحقيقة لا تقع تحت طائلة هذا ولا ذاك ولكنها تخضع لضمير المبدع ولوجهة نظره فيما يقدمه من إبداع وهى للأمانة منطقة رمادية لا ينتهى فيها الجدل حول القبول أو الرفض لما يتم تقديمه.

صباح يوم وهو بالمناسبة صباح أول أيام عيد الأضحى المبارك شاهدت عبر عدد من المحطات التليفزيونية عددا من الإعلانات عن عدد من المسلسلات والأفلام كما تجولت لمشاهدة بعض من تلك الأعمال بالفعل فوجدت أنها تحتوى على الكثير من العنف والتركيز على نماذج البلطجة والفهلوة والسرقة والنصب والخيانة الزوجية وغيرها من الموبقات ثم فوجئت بمسلسل يتحدث عن طلاب المرحلة الثانوية ويمتلئ بالكثير من العلاقات العاطفية والعنف و العلاقات الأسرية المهترئة  وهنا قمت بتحويل شاشة التلفاز إلى ماسبيرو زمان وقد تيقنت لماذا قد ترسخت لدينا صور ذهنية عن فئات معينة من المجتمع ولماذا نجد هذا الكم من العدوانية والعنف وكيف أيضا نتفاعل مع تلك الأخبار هذا التفاعل الشاذ والغريب.