الإثنين 29 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
لا تقرأ ولا تكتب

لا تقرأ ولا تكتب

من إحدى مميزات تطبيقات التواصل الاجتماعى هى القدرة على معرفة الآراء الشخصية لمئات الأشخاص حول قضية ما وذلك خلال دقائق معدودة، كما يمكن التعرف على الاتجاه العام حيال أى موضوع من رصد أعداد علامات الإعجاب وأنواعها التى تتراوح بين الإعجاب أوالحب والاهتمام أوالصدمة أوالحزن وأخيرًا الغضب.



من القضايا المهمة المرتبطة بفعلى القراءة والكتابة ولا أقصد هنا تلك المهارة التى نتعلمها فى سنوات الدراسة الأولى، ولكنى أعنى هنا القراءة الرصينة لأنواع المعارف وأطياف الثقافة المختلفة، كما أن فعل الكتابة المقصود هو الكتابة الاحترافية والتى يكون من أهم أنواعها الكتابة الصحفية وكتابة المقالات أو الروايات الأدبية وخلافه وهنا نجد البعض يحذر من الكتابة  أثناء انشغال الذهن بالقراءة، محذرين بشدة أن أمرًا كهذا سيجعل المنتج المكتوب متاثرًا إلى حد كبير بأسلوب الكتاب المقروؤ فى نفس الفترة وعيله فإن النصيحة هى أن لا يتم اداء الامرين معا بل يفضل إعطاء فترة زمنية - مهلة - بين الانتهاء من القراءة قبل البدء فى الكتابة وذلك لضمان صفاء الذهن وعدم التأثر كما سبق الإشارة. أتذكر كيف كان يصف الأديب يوسف إدريس حالته الذهنية بعد الكتابة وحالة الخواء التى يشير إلى أنها تحتاج إلى القراءة المكثفة مرة أخرى لإعادة ملء الذهن وشحن الوجدان قبل أن يعاود الكتابة مرة أخرى ولا أتذكر أنه قد أشار إلى ضرورة فصل الفعلين بعضهما عن البعض.

ربما تكون النصيحة السابق الإشارة إليها قد أتت من مبتدئ فى عالم القراءة والكتابة والذى مازال يشعر بالتأثير القوى لما يقرأ على ما يكتب وهوما يستوجب منه الانتباه والانتظار فلا اعتقد أن أسلوب الكتابة لمن وصل إلى درجة النضج قد يتغير بالكلية نتيجة قراءة كتاب ما، ربما يستعير تعبيرًا أو كلمة ولكن سيظل الأسلوب مميزًا له مهما قرأ من كتب أثناء فترات الكتابة فإن كانت تلك النصيحة ضرورية لما وجد كاتب المقال اليومى سماحية لكى يقرأ أى شىء وهو ما يتنافى مع تفسير الأديب الكبير يوسف إدريس الذى أراه يصف حالة الكاتب الأكثر نضجًا وخبرة من المبتدئ الذى ينظر الى الفعلين كما ينظر الى عمليتى شحن وتفريغ إناء كبير وبغض النظر عن تلك النظريات إلا أن أى صيغة من صيغ القراءة والكتابة أفضل كثيرًا من الا نقرأ ولا نكتب على الإطلاق.