الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
عن الرعب والمرح

عن الرعب والمرح

أحمد الله كثيرًا أننى أنتمى إلى جيل ما قبل الإنترنت وهو ما سمح لى أن أعيش أول ربع قرن من عمرى فى صحبة الحياة الطبيعية والتواصل الاجتماعى الحقيقى والعديد من الأنشطة التقليدية الرائعة.



من تلك الأنشطة بالطبع كانت مشاهدة التلفاز والاستماع إلى المذياع لمدد محددة حيث كنا ننتقل إلى أنشطة أخرى بناء على التوقيت من الليل أو النهار وكذا أيضًا موسم المدارس أو الإجازات فنجد القراءة تحتل مساحة كبيرة من اليوم بالإضافة إلى التنزه مع الأصدقاء أو ممارسة بعض الألعاب الرياضية أو حضور حفلات غنائية أو عروض مسرحية وبالطبع مشاهدة الكثيرة من العروض السينمائية.

لن أتحدث عن سعر تذكرة السينما آنذاك ولكن ستتحدث عن مستوى تلك الأفلام - محليًا وعالميًا- حتى الأفلام التى كنا نطلق عليها أفلام المقاولات فى ثمانينيات القرن الماضى وكذا أيضا المسلسلات التليفزيونية والسهرات التليفزيونية والإذاعية وهى أنشطة تضاءلت يومًا بعد يوم حتى وصلنا إلى الألفية الثالثة وانتشرت شبكات التواصل الاجتماعى وزادت الأعباء والالتزامات الحياتية فما عدت قادرًا على الذهاب إلى دور السينما أو قاعات المسرح فلا أستطيع أن أتذكر آخر فيلم شاهدته كاملًا سواء داخل قاعات العرض أو فى المنزل سواء من خلال القنوات الفضائية أو المنصات الخاصة أوالعامة المنتشرة على شبكة الإنترنت .

وبسبب أو لآخر وجدت نفسى ممسكًا بريموت التلفاز متنقلًا بين القنوات والمنصات المختلفة التى قد أصبحت أكثر تخصصًا فتجد قنوات متخصصة فى أفلام الحركة أو أفلام الرعب وأخرى متخصصة فى الأفلام الكوميدية أو الأفلام الكلاسيكية وهوتقسيم موجود فى القنوات العربية كما هو موجود بالقنوات الأجنبية وخاصة الأمريكية.

ولمدة تصل إلى أكثر من ثلاث ساعات تنقلت بين أفلام الرعب والأفلام الضاحكة ولاحظت أننى لم أتأثر كثيرا بالمشاهد المرعبة والمواقف المتأزمة كما لم أضحك كثيرًا على المشاهد الكوميديا وهنا تركت التلفاز جانبًا وسرحت فى مجموعة من الأفكار الوجودية باحثًا عن سبب عدم الاستجابة الكاملة كما كنت من قبل هل هي السن والخبرة ومخزون الرعب والهزل الموجودة فى الحياة الواقعية أم هوعدم احترافية صناع تلك الأعمال الحقيقة لا أدرى وهو ما دفعنى إلى العودة إلى قراءة  تلك العادة وهذا الإدمان المفيد تاركًا الأسئلة بلا إجابة.