الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا
مُعامِل الثقة الرقمى

مُعامِل الثقة الرقمى

مع زيادة معدلات التحول الرقمى والانتقال من الأساليب التقليدية لأداء الأعمال إلى توظيف تكنولوجيا المعلومات والاتصالات ومع ما فى ذلك من محددات ومتطلبات مادية وبشرية وتنظيمية وتشريعية وسلوكية نجد أن أحد العناصر المهمة هو عنصر «الثقة» ومعناه باختصار ثقة المستخدم فى التحول إلى الأنظمة الورقية بديلا عن النظم القديمة- مثال على ذلك الانتقال من حيازة الأموال الورقية وتنفيذ عمليات البيع والشراء باستخدام النقد انتقالا إلى حيازة بطاقة بلاستيكية تحتوى على رصيد المال الخاص بالمستخدم مع القيام بجميع عمليات البيع والشراء بواسطة هذه البطاقة فيما يعرف بوسائل الدفع غير النقدى والتى قد تشمل أيضا المحافظ الالكترونية على الهواتف المحمولة-هذا من جانب المستخدم وتشمل الثقة أيضا الجانب الخاص بالمؤسسات مقدمة الخدمة والتى يجب عليها التحلى بصفات الحيادية والدقة وسرعة التنفيذ والأمان فيما يخص المعاملات والبيانات الشخصية للمستخدمين أيضا.



ففى جانب المستخدمين يعتبر «السلوك» هو أحد محددات معامل الثقة الرقمى ويشمل السلوك كل ما يقوم به المستخدم لتلك الأنظمة بداية من حماية بياناته الشخصية وكلمات السر وكذا أيضا أسلوب الإفصاح عن بياناته وما يقوم به من أنشطة كما يشمل معامل الثقة الرقمى أيضا «انطباع» المستخدمين عن مدى ثقتهم فى تلك الأنظمة والمعاملات وهو ما يتم من خلال عدد من استطلاعات الرأى.

أما على جانب الجهات مقدمة الخدمات الرقمية فإن معامل الثقة الرقمى يشمل قدرتهم على تقديم بنية فنية داعمة ومستقرة وسريعة وآمنة مع وجود حيادية وشفافية وقدرة على التواصل مع تلك المؤسسات من خلال أساليب دعم فنى متنوعة وعادلة وسريعة ويشمل الأمر أيضا قيام تلك المؤسسات باتباع معايير حماية البيانات الشخصية للعملاء كما يشمل مجموعة من استطلاعات الرأى الموجهة إلى المستخدمين والعملاء لتلك المؤسسات بصورة خاصة.

فى تقرير لخبير أمريكى من أصل هندى يدعى باساكار شاكرافورتى  يقوم بتدريس مادة الاقتصاد فى إحدى الجامعات صادر عام 2018 شمل 42 دولة يستعرض قيم المؤشرات الفرعية الأربعة لمعامل الثقة الرقمى نجد أن ترتيب مصر متقدم إلى حد كبير فى مدى ثقة المستخدمين فى الأنظمة الفنية والتحول الرقمى بصورة عامة ولكن لا تزال ثقتهم فى المؤسسات المحلية أقل من المطلوب وهو ما يجب أن تنتبه له تلك المؤسسات وتعمل على معالجته.