الإثنين 29 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
محظورات الشوارع والسكك

محظورات الشوارع والسكك

عندما بدأت ظاهرة الأكل فى الشارع تنتشر ظهرت بعض الأصوات التى توصم من يفعل ذلك بأنه ناقص المروءة وأن قضاة المحاكم الشرعية فيما مضى لم يكونوا يأخذون بشهادته، بالطبع هذا لم يكن الحال بالضبط مع وجود عدم استحباب لتناول الطعام أثناء السير فى الطرقات لأسباب أخرى إنسانية منها المحافظة على شعور الآخرين فمنهم من هومحروم من تناول نفس الطعام لفاقة أو لمرض كما أن تناول الطعام لا يكون بنفس درجة التقبل فالبعض يستغرق فى هذا الفعل بصورة قد تصل إلى أن تكون مقززة.



ولكن إباحة الأكل فى الشارع وفعل الأكل نفسه ليس هوالإشكالية الوحيدة فالتسكع وتتبع عورات المارة أوالتضييق عليهم وإلحاق الأذى بهم من الأمور المحرمة فعن أَبِى سَعيدٍ الْخُدْرِيِّ، عن النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: إِيَّاكُم وَالْجُلُوسَ فى الطُّرُقاتِ، فقَالُوا: يَا رسَولَ اللَّه، مَا لَنَا مِنْ مَجالِسنَا بُدٌّ، نَتحدَّثُ فِيهَا، فَقَالَ رسولُ اللَّه ﷺ: فَإِذَا أَبَيْتُمْ إِلَّا الْمَجْلِس فَأَعْطُوا الطَّريقَ حَقَّهُ، قالوا: ومَا حَقُّ الطَّرِيقِ يَا رسولَ اللَّه؟ قَالَ: غَضُّ الْبَصَر، وكَفُّ الأَذَى، ورَدُّ السَّلامِ، وَالأَمْرُ بالْمَعْروفِ، والنَّهْيُ عنِ الْمُنْكَرِ متفقٌ عَلَيهِ. وعليه فإن للشوارع والطرقات حرمة وعلى من يتواجد بها الالتزام بذلك فلا ضرر ولا ضرار ولا يجب أن يحدث أى نوع من أنواع التعدى على حرية الآخرين وإعطائهم الفرصة للسير بسلام وهى حقوق نجدها مهدرة فى بعض الحالات فالسيارات المسرعة خاصة سيارات الأجرة والميكروباص والتوكتوك والدراجات النارية وأيضا السكوتر وصولًا إلى الباتيناج ثم عربات الكارو وعربات اليد وقبل هذا وذاك سلوكيات المارة أنفسهم فبعض الشباب يتحدث بصوت مرتفع والبعض الآخر يستعرض فيقوم ببعض الحركات البهلوانية كما قد تضحك الفتيات بأصوات مرتفعة وهو ما يجعلنى أتساءل كيف يكون حال هؤلاء فى النوادى أو فى المنازل إن كانوا قد وصلوا إلى هذه الدرجة من الانطلاق فى الشوارع والطرقات التى يفترض فيمن يمر بها السكينة والانتباه وإسراع الخطى للوصول إلى الغاية.

أتذكر تجربة جيدة حدثت فى منتصف الثمانينيات من القرن الماضى تحت شعار “الانضباط فى الشارع المصرى” وكانت موجهة بالأساس إلى سلوكيات المارة غير المناسبة حيث بدأت تلك الحملة فى نطاق ضيق شمل منطقة وسط البلد ونجحت فى فترة وجيزة من إعادة الانضباط إلى الشارع بصورة تشبه ما يتناقله البعض بإعجاب عن سلوكيات المارة فى بعض الدول الأجنبية.