الإثنين 29 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
الخديوِ المظلوم

الخديوِ المظلوم

فى الثانى من أغسطس عام 1952 أى بعد عشرة أيام فقط من قيام ثورة 23 يوليو صدر قرار مجلس الوزراء بإلغاء الألقاب المدنية وهوالقرار الذى قوبل بالكثير من الاستحسان من أغلب فئات الشعب المصرى وتناولته بعض الأعمال الفنية بنوع من السخرية مثل فيلم «الآنسة حنفى» إنتاج عام 1954 والذى يظهر فيه الفنان سليمان نجيب بدور «حسونة أفندى» الذى التقى الملك فاروق قبل الثورة بيومين وتحديدًا يوم 21 يوليو وأعطاه مبلغ 10 آلاف جنيه نظير أن يمنحه لقب «بك» وهوما لم يحدث نتيجة قيام الثورة وهو ما يجعل «حسونة أفندى» يرفض أن يناديه الناس بهذا اللقب المجانى مصرًا على أن يناديه الجميع بـ«حسونة بك» ولا تنتهى أغلب مشاهده فى الفيلم إلا بحالة حسرة على ضياع هذا المبلغ الكبير من المال بلا طائل حيث يتندر الآخرون متسائلين لماذا لم يحصل على إيصال بالمبلغ وهوما يدفع حسونة أفندى إلى عض أنامله من الندم قائلا: «آه لوكنت أخدت الوصل».



ومع انتهاء الألقاب الرسمية استمر المصريون فى منح الألقاب لبعضهم البعض كنوع من التفخيم أوالدعابة وهوما شمل كل الألقاب تقريبًا ماعدا الألقاب الرسمية فى الجيش والشرطة فخلاف تلك الأقاب نجد أن لقب «باشا» قد انتشر بصورة كبيرة وكذلك لقب «بك» والذى قد يستعمل أحيانًا بدرجة من الاحترام تفوق استخدامات لقب باشا.

أما عن بعض الألقاب المهنية مثل الدكتور والمهندس فحدث ولا حرج فالاستخدامات قد شاعت بصورة تجد صعوبة فى العثور على دكتور حقيقى أومهندس خريج كليات الهندسة هذا بالإضافة إلى بعض التدليل لهذين اللقبين فظهرت مسميات مثل «دكترة» و«هندسة» و«باشمهندس» و«كبير المهندسين»... إلخ.

عودة إلى باقى الألقاب حيث نجد انتشارًا لعدد من الألقاب مثل ملك وسلطان وأمير ووزير ورئيس حيث تستخدم فى مواقع عدة لاعلاقة لها بالاستخدام أو الغرض الأصلى من تلك الألقاب فقد تجد مدرسًا يصف نفسه بأنه «سلطان الكيمياء» أو«أمير اللغة العربية» كما نجد أن بعض الأسماء قد تحمل بعضًا من تلك الألقاب مثل سلطان وأمير ووزير ورئيس ولا نجدها تقريبًا فى لقب «ملك» ربما على اعتبار تسمية «عبد الملك» أى عبد الله ملك الملوك جل وعلا.

الغريب أنه فى وسط تلك الاستخدامات الكثيرة والمتعددة لتلك الألقاب نجد أن لقب «خديوِ» هواللقب الأقل استخدامًا سواء على مستوى التسمية الرسمية أوالتبجيل والتفخيم أو السخرية أيضًا.