السبت 26 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

فى ذكرى تشيخوف العرب

رائد القصة القصيرة يوسف إدريس

تمر بنا هذه الايام ذكرى رحيل رائد فن القصة القصيرة الدكتور يوسف ادريس، والذى ولد فى 19 مايو 1927 وكان والده متخصصًا فى استصلاح الأراضى ولذا كان متأثرًا بكثرة تنقل والده وعاش بعيدًا عن المدينة وقد أرسل ابنه الكبير (يوسف) ليعيش مع جدته فى القرية.



لما كانت الكيمياء والعلوم تجتذب يوسف فقد أراد أن يكون طبيبًا، وفى سنوات دراسته بكلية الطب اشترك فى مظاهرات كثيرة ضد المستعمرين البريطانيين ونظام الملك فاروق، وفى 1951 صار السكرتير التنفيذى للجنة الدفاع عند الطلبة، ثم سكرتيرًا للجنة الطلبة، وبهذه الصفة نشر مجلات ثورية وسجن وأبعد عن الدراسة عدة أشهر، وكان أثناء دراسته للطب قد حاول كتابة قصته القصيرة الأولى، التى لاقت شهرة كبيرة بين زملائه.

عمل كطبيب بالقصر العينى 1951-1960؛ حاول ممارسة الطب النفسانى سنة 1956، مفتش صحة، ثم صحفى محرر بالجمهورية، 1960، كاتب بجريدة الأهرام، 1973 حتى عام 1982.

سافر عدة مرات إلى كل العالم العربى وزار (بين 1953 و1980) كلًا من فرنسا، إنجلترا، أمريكا واليابان وتايلندا وسنغافورة وبلاد جنوب شرق آسيا، عضو كل من نادى القصة وجمعية الأدباء واتحاد الكتاب ونادى القلم الدولي.

منذ سنوات الدراسة الجامعية وهو يحاول نشر كتاباته، وبدأت قصصه القصيرة تظهر فى المصرى وروز اليوسف، وفى 1954 ظهرت مجموعته أرخص الليالي، وفى 1956 حاول ممارسة الطب النفسى ولكنه لم يلبث أن تخلى عن هذا الموضوع وواصل مهنة الطب حتى 1960 إلى أن انسحب منها وعين محررًا بجريدة الجمهورية وقام بأسفار فى العالم العربى فيما بين 1956-1960، فى 1957 تزوج يوسف إدريس.

فى 1961 انضم إلى المناضلين الجزائريين فى الجبال وحارب معارك استقلالهم ستة أشهر وأصيب بجرح وأهداه الجزائريون وسامًا إعرابًا عن تقديرهم لجهوده فى سبيلهم وعاد إلى مصر، وقد صار صحفيًا معترفًا به حيث نشر روايات قصصية، وقصصًا قصيرة، ومسرحيات.

وفى 1963 حصل على وسام الجمهورية واعترف به ككاتب من أهم كتّاب عصره. إلا أن النجاح والتقدير أو الاعتراف لم يخلّصه من انشغاله بالقضايا السياسية، وظل مثابرًا على التعبير عن رأيه بصراحة، ونشر فى 1969 المخططين منتقدًا فيها نظام عبد الناصر ومنعت المسرحية، وإن ظلت قصصه القصيرة ومسرحياته غير السياسية تنشر فى القاهرة وفى بيروت. وفى 1972، اختفى من الساحة العامة، على أثر تعليقات له علنية ضد الوضع السياسى فى عصر السادات ولم يعد للظهور إلا بعد حرب أكتوبر 1973 عندما أصبح من كبار كتّاب جريدة الأهرام.

بدأ نشر قصصه القصيرة منذ عام 1950، ولكنه أصدر مجموعته القصصية الأولى «أرخص ليالى» عام 1954، لتتجلى موهبته فى مجموعته القصصية الثانية «جمهورية فرحات» عام 1956، الأمر الذى دعا عميد الأدب العربى «طه حسين» لأن يقول: «أجد فيه من المتعة والقوة ودقة الحس ورقة الذوق وصدق الملاحظة وبراعة الأداء مثل ما وجدت فى كتابه الأول (أرخص ليالي) على تعمق للحياة وفقه لدقائقها وتسجيل صارم لما يحدث فيها».