الأربعاء 3 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
فى بيتنا ثانوية عامة

فى بيتنا ثانوية عامة

ساعات قليلة تعد على أصابع اليد الواحدة على نتيجة الثانوية العامة، الجميع ينتظر بشغف، قلق غامر يسيطر على الطلاب، أولياء الأمور فى حالة ترقب شديد، دقات الساعة تقترب على تحديد مستقبل الآلاف، الجميع فى حالة أشبه بكتم الأنفاس قبل تنفس الصعداء، سواء تنفسه بتفاؤل وأريحية بعد الحصول على مجموع حلو وكبير يؤهل لدخول الكلية المستهدفة، أو تنفسه غصباً كى يعيش وتستمر الحياة، ربما بلا حلم، أو إلى أن يعثر على حلم بديل، بعد الإفاقة طبعاً من صدمة المجموع، وليس كمثلها صدمة، كما يعتقد بعض الطلاب.



محاولات مستميتة من كثيرين للحصول على النتيجة من الكنترول، وغالباً ما تكون متاحة قبل ظهورها الرسمى على المواقع الإلكترونية بسويعات قليلة، ولا أعرف ما جدوى الحصول عليها من الكنترول بمدى زمنى قصير، ولكنها ثقافة «عشان نخلص ونرتاح» المسيطرة على كثير من الأهالى والتى تتوارثها الأجيال، لكن هناك من تسيطر عليه ثقافة من نوع أخر متعلقة بالمباهاة والمنظرة، فمعرفة  شخص لمعلومة قبل الجميع تشبع رغبات نفسية ربما تكون مكبوتة داخله، تجعله يعتقد أنه سيتبوأ منزلة اجتماعية عالية، بحكم امتلاكه معلومة ليست عند كثيرين، فعبارة «أنا جيبتها من الكنترول» تكفى لتحقيق انتصار شخصى لديه حتى وإن كان مجموع ابنه أو ابنته لا يدعو للفخر.

نتيجة الثانوية العامة ستظهر، وسيلتحق جميع الطلاب بالكليات والمعاهد المختلفة، والموضوع سينتهى ويُنسى، ولكن الذى لن يُنسى هو تعامل الأب والأم مع ابنهما أو ابنتهما بعد ظهور النتيجة، والطبطبة التى يجب أن يتلقاها فى حالة المجموع الصغير، والفرحة والزغاريد التى ستملأ البيت فى حالة المجموع الكبير، هذا الذى سيستمر فى الذاكرة حتى وإن كبر الأبناء بل وسيحكونه لأبنائهم عندما يصلون إلى مرحلة الثانوية العامة إن لم تلغ أو تتطور بصورة أو بشكل آخر لا أعلمه.

شجع ابنك على الانشغال وعدم التركيز على نتائج الامتحانات خاصة نتيجة الثانوية العامة، فليست هناك فائدة من إعادة ابنك للتفكير فى الامتحانات أو القلق بشأن ما فعله أو لم يفعله فى الامتحان لأن الأمر سيسبب له الشعور بالقلق، وعلمه ألا ينظر خلفه، فكثيرًا ما يؤدى النظر إلى الوراء إلى الشعور بعدم الثقة، لذا ذكر ابنك بأن يظل إيجابياً ويركز على الأشياء التى يمكنه التحكم فيها وينظر إلى المستقبل، وعلمه أن النتيجة ليست نهاية الكون بل يمكنه تحديد ما يريد أن يكون فى المستقبل، مثل أن يخطط للأيام والأسابيع المقبلة، وطمئنه بأن ما حدث قد تم، وأن يعلم بأنه فعل أفضل ما فى وسعه.

ومن الضرورى أيضاً وضع خطة بديلة إذا كانت النتيجة غير مرضية، فالأحلام والطموحات لا تتحقق بدخول كلية معينة، لكنها تتحقق بمهارات الطالب وماذا يملك من قدرات تمكنه من الوصول بعد السعى والاجتهاد، ويفضل أن يحصل الأب أو الأم على إجازة من العمل احتياطى من أجل التواجد مع ابنك لتخبره بطريقة غير مباشرة بأنك متواجد بجواره، فهذا كل ما يحتاج إليه.