الإثنين 29 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
سوء التسويق

سوء التسويق

التسويق الراقى ببساطة عبارة عن إظهار لمميزات السلعة أو الخدمة التى يحتاج إليها الناس بالفعل ويفضل أيضًا أن يظهر عيوبها أو محدوديتها إن كانت غير كافية لتلبية متطلباتهم بالكامل، بالطبع هذا النموذج الكلاسيكى لا نراه كثيرًا ولن أقول إنه غير موجود فى عصرنا الحالى على الإطلاق.



فالتسويق اليوم يقوم أحيانا بخلق احتياج وهمى غير موجود والعمل من خلال حرب نفسية ممنهجة لإقناع العملاء بحاجتهم إلى تلك السلعة أو هذه الخدمة وهم فى الحقيقة لا يحتاجونها على الإطلاق، أو أنها لا تختلف كثيرًا عن سلعة أخرى بنصف أو بربع الثمن ولكن تلعب هنا حملات التسويق على حاجة الإنسان وشهوته نحو التميز والتفرد مثلما هو الحال واضحا فى بعض أنواع الهواتف الذكية أو ساعات اليد.

من طرق التسويق الأخرى الشهيرة ما يطللق عليها «عروض الشراء» حيث يتم عمل خصومات كبيرة على السلع المعروضة وهو ما يحفز غريزة القنص والفوز التى تسيطر على البشر أغلب الوقت، كما أن صبغ المنتج بصبغة شخصية يساعد فى ترويجه وبيعه أيضا مثلما هو الحال فى الأقلام التى يكتب عليها اسم صاحبها بالكامل أو المشغولات الفضية أو الذهبية، أتذكر فى بداية الثمانينيات، حيث انتشرت ظاهرة طباعة صورة شخصية على التى شيرت ثم انطلقت فيما بعد إلى طباعة الصور على أكواب الشرب أو جرابات التليفونات المحمولة.

من إحدى طرق التسويق غير السليمة ما يتم أحيانا من خلق سورة وهمية من التكالب على المنتج أو السلعة كأن تجد متجرًا للملابس مزدحمًا للغاية فتشعر بأنه متميز، فتسرع إلى الدخول إليه وشراء بعض الملابس وقد تعود بعد عدة أيام فتجد نفس الأشخاص يملأون المتجر وحينئذ تكتشف أنك الزبون الوحيد وهو أمر قد يتكرر فى عيادات بعض الأطباء أو أمام بعض الشركات.

مع الدخول فى عصر المعلومات وانتشار آليات الاقتصاد الرقمى المتعددة والتى تتيح لك أن تفحص السلعة أون لاين وتتعرف على آراء من سبقك لشرائها وصولًا إلى اتمام عملية الشراء بالكامل من خلال تلك الشبكات حيث تكتشف أن أغلب الآراء المكتوبة والتى تمجد فى تلك السلعة هى آراء غير حقيقية تم توليدها من خلال مستخدمين غير حقيقيين تم تخليقهم وتوجيههم بواسطة أدوات الذكاء الاصطناعى أو من خلال لجان للتسويق الالكترونى تقوم بالدور نفسه لخلق تلك الحالة الوهمية.