الإثنين 29 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
«ناقوص الخطر»

«ناقوص الخطر»

خلال التصفح اليومى لمنشورات شبكات التواصل الاجتماعى استوقفنى منشور يبدأ بعبارة تحذيرية “ندق ناقوس الخطر”، ثم مجموعة من التحذيرات بشأن أمر تافه لا أتذكره الآن، وسبب عدم التذكر إضافة إلى تفاهة الأمر هو هول الأمر الأهم والمرتبط بكتابة كلمة “ناقوس” والتى تحولت إلى “ناقوص” ولا أدرى هل هذا خطأ أثناء الكتابة أم أن صاحب المنشور يعتقد أن للخطر ناقوصًا.



قبل ذلك بعدة أيام وجدت منشورًا آخر يتحدث صاحبه عن أمور “سنوية” ولم يكن السياق يوحى بأنها أمور تتكرر كل سنة إن أراد صاحبها الإشارة إلى أنها أمور غير مهمة أو غير ذات أولوية وأنه يقصد أنها أمور “ثانوية”، وبعض النظر عن أن الأخطاء متوقع حدوثها وربما أيضًا مقبولة إلى حد ما على اعتبار أن الكمال لله إلا أن تكرار مثل تلك الأخطاء الكتابية ينم عن عدم اكتراث بقراءة المنشورات قبل نشرها أو – وهى الأخطر- ينم على أن أصحابها يعتقدون أن تلك الكلمات تكتب بهذه الكيفية وهو ما يؤكد أن هؤلاء الأشخاص لم يروا تلك الكلمات مكتوبة من قبل وأن الأمر لا يتعدى الاحتكاك “السماعى” مع تلك التعبيرات, ومن ثم فإن محاولة استخدامها سيعرض صاحبها إلى أن يُعمل “عقله” فى محاولة تخمين كيف تكتب تلك الكلمات.

المشكلة الأكبر أن أنظمة تصحيح الأخطاء الإملائية قد لا تتعرف على هذا الخطأ خاصة عندما تكون الكلمة الجديدة سليمة إملائيًا مثلما هو الحال فى كلمتى سنوية وثانوية.

وللأمانة فأننى هنا لا أريد أن أضخم القضية ولا أن انبرى لإطلاق التصريحات القاسية من نوع “أن اللغة العربية فى خطر” أو”الانهيار الثقافى” أو”عصر الآلة وسيطرتها على الإنسان ومقدراته”, ولكن على الأقل يجب أن ننتبه إلى مثل تلك الأمور البسيطة وأن يقوم من يعرف بتصحيح الكلمات لمن لا يعرف ويفضل أن يتم ذلك من خلال صندوق الرسائل وليس على المنشور العام نفسه.