العامود الخامس
فى الأعمدة من الأول وحتى الرابع كانت نظرة الدكتور ميلاد حنا فى كتابه “الأعمدة السبعة للشخصية المصرية” مرتبطة بنظام الحكم-فرعونى ثم يونانى رومانى-ومرتبطة بعد ذلك بالاعتقاد الدينى-مسيحى إسلامى- أما الأعمدة المتبقية فإنه ينظر إليها على أنها انتماءات بحكم الموقع الجغرافى-المكان-الذى تشغله مصر.
العامود الخامس بعنوان “انتماء مصر العربى”يشير فيه الكاتب إلى أن العلاقة بين مصر والمنطقة العربية لم تبدأ بدخول عمرو بن العاص بل سبقت ذلك بقرون عدة ربما قبل قيام الدولة الفرعونية أيضًا، أما فى أوائل عصر الأسر ،فإن العرب قد بدأوا فى الدخول-الهجرة-إلى مصر بأعداد كبيرة عن طريق ساحل إريتريا كما أن أعدادا كبيرة من القبائل العربية قد دخلت أيضًا من خلال سيناء، كما يرى بعض الباحثين أن القرون الأربعة أو الخمسة السابقة على انتشار الإسلام كانت بمثابة المرحلة التحضيرية لتعريب إقليم الشرقية فى مصر.
أما بعد الفتح الإسلامى فإن مصر قد شهدت مراحل متعددة من الهجرات العربية إليها، أولها كان متزامنًا مع الفتح طبعًا ،ثم مرحلة أخرى بمقتضى سياسات مخططة من الأمويين، ثم مرحلة ثالثة فى عهد الخليفة العباسى المتوكل، ثم وفدت مجموعات من المغرب خلال العصر الفاطمى ثم تتالت مجموعة من العشائر العربية ساعد فى انتقالها صلاح الدين الأيوبى وهو ما ساعد كثيرًا-مع انتشار الإسلام- فى التحول من اللغة القبطية التى تراجعت إلى داخل الأديرة والكنائس إلى اللغة العربية.
يشير الكاتب فى الفقرات التالية إلى ورود جنسيات أخرى متعددة-العصر المملوكى وما تلاه- من أتراك وشراكسة وفرنسيين وإنجليز وإيطاليين وأرمن وهو ما يجعل مصر هى بوتقة الانصهار الأولى للجنسيات والشعوب قبل ظهور الولايات المتحدة الأمريكية بقرون عديدة.
