العامود السادس
بحكم الموقع الجغرافى لمصر يأتى العامود الخامس من الأعمدة السبعة للشخصية المصرية بعنوان «انتماء مصر للبحر الأبيض المتوسط» حيث يتحدث الدكتور ميلاد حنا فى كتابه عن العلاقة الجدلية بين التاريخ والجغرافيا ويبدأ هذا الأمر من العلاقة مع الحضارة اليونانية والرومانية ثم الفتح الإسلامى والحملات الصليبية والتى أتت من الجانب الشمالى الشرقى وما قبل هذا أيضا خلال الحقبة الفرعونية أيضا.
ينتقل بعد ذلك إلى العصر الحديث متحدثًا عن الحملة الفرنسية عام 1798 والتى أحدثت حركة ثقافية كبرى من خلال عدد كبير من العلماء والمتخصصين المرافقين لها ويدلل على هذا باكتشاف شامبليون لحجر رشيد وفك رموزه وما أعقد ذلك من إرسال بعثات تعليمية إلى فرنسا فى عهد الوالى العثمانى محمد على باشا تمهيدا لنقل مصر من ظلمة العهود العثمانية الى بداية عصر النهضة وما اعقد ذلك من إنشاء لصناعات جديدة مصاحبة لنموالحركات الفكرية وتطور الأفكار الديمقراطية وحقوق الإنسان وهو ما أدى فى عهد الخديوى سعيد الى رفع الجزية عن الأقباط فى عام 1856.
هذه النقلة الكبيرة أوجدت المناخ المناسب لمفاهيم وشعارات أن مصر للمصريين وبروز فكرة القومية فى أغلب البلدان الأوروبية وانتقالها الى مصر ومثلما تحدث الدكتور طه حسين والذى حصل على شهادته العلمية من جامعة السوربون بفرنسا عن الأعمدة المتعددة للثقافة المصرية وهوما أوحى للكاتب بالأعمدة السبعة للشخصية المصرية كعنوان وفكرة للكتاب.
يتحدث الكاتب فى نهاية الفقرة عن الصراع بين من يرفضون بعض الانتماءات المصرية ومنها الانتماء العربى أو الانتماء إلى حوض البحر الابيض المتوسط مدلالًا على حتمية هذا الانتماء بدلائل كثيرة منها التشابه فى العادات والتكوين النفسى بين أهالى المدن الساحلية فى مصر مثل الاسكندرية وبورسعيد وبين الشعوب المماثلة والمقابلة من أهالى مدن مثل بيريه وأثينا فى اليونان ومدن لارناكا وليماسول فى قبرص أو نابولى وجنوة فى ايطاليا.
تنتهى الفقرة بالحديث عن وانه بالرغم من قوة العلاقة بين مصر والولايات المتحدة الأمريكية إلا أن علاقتها بكل من فرنسا وإيطاليا هى علاقة قوية وراسخة بفعل الجغرافيا الراسخة.