الأربعاء 4 سبتمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
العمود السابع

العمود السابع

انتماء مصر لإفريقيا هو العامود السابع من أعمدة الشخصية المصرية كما رآها الدكتور ميلاد حنا الذى ينظر إلى الأعمدة الستة السابقة على أنها خليط بين أنظمة الحكم والمعتقدات الدينية كما ينظر إلى العامود السادس - الانتماء للبحر الأبيض المتوسط-على أنه خافت التأثير ولا يفرض نفسه بالقدر المناسب أما رؤيته للانتماء لإفريقيا على أنه العامود المستقبلى المصيرى لمصر.



يتحدث بداية عن أن إفريقيا نفسها أحيانا لا تنظر لدول إفريقيا المشاطئة للبحر على أنها تنتمى لإفريقيا كثيرا حتى بحكم الشكل ولون البشرة ولكن يسرد دور مصر فيما قامت به من مساعدات لحركات التحرر الوطنى بالقارة كلها وهى مساعدات تنوعت بين العسكرية و السياسية و المادية ايضا.

الحديث عن تقوية العلاقات من دول القارة الإفريقية له عدة أسباب يراها مهمة وحاكمة لمستقبل أفضل منها إمكانية التعاون الصناعى والزراعى بين مصر ودول القارة متحدثا عما تقوم به الصين - وقت إصدار الكتاب - من أنشطة متنوعة فى عدد كبير من تلك الدول و يرى أن لمصر فرصة كبيرة لزيادة هذا التعاون من  أجل رخائها و رخاء أبناء القارة ككل خاصة فى ظل النمو السكانى الكبير و الذى قدره بأنه قد يصل الى 100 مليون نسمة بحلول عام 2030!!

إلى  هذا الحد انتهى استعراض بعض من ملامح هذا الكتاب المهم والذى صدرت طبعته الأولى عام 1990 وتحديدا قبل غزو العراق للكويت وما تلاه من أحداث أعادت تشكيل القوى والعلاقات فى المنطقة بالكامل و بالتأكيد كان هذا الكتاب قبل تغلغل شبكات التواصل الاجتماعى وانتشار استخدامها حول العالم بالصورة التى نراها حاليا والتى يقدر فيها عدد المستخدمين بحوالى 2.9 مليار مستخدم منهم 56 مليون مستخدم داخل مصر وهى نقلة اعتقد انها قد تحتاج الى كتب منفصلة لتوضيح أثر تلك الشبكات على الشخصية المصرية وهل يمكن أن نعتبرها أعمدة أم أنها سهام أو سوس ينخر فى أساس الشخصية المصرية والشخصية المستقلة لباقى دول العالم أيضا أم يمكن لنا أن نتدارك الأمر و نحولها الى أداة فعالة فى بناء شخصية قوية قادرة على مواجهة تحديات الحاضر و المستقبل على حد سواء.