الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
المثقفون ودورهم

المثقفون ودورهم

هم ضمير أى أمة ونبضها الحى وهم أخطر فئات المجتمع المدنى، فهم أكبر منتج للوعى الإنسانى والفكر المواكب للعصر الذى يعيشونه ،وهم “رمانة الميزان” إذا جاز التعبير لأى أمة، هم المبدعون فى المجتمع المتحضر الباحث عن نهضة بلاده ورقيها ،المثقف يعمل دومًا على تحرير العقل من الضلالات والشائعات والتشكيك فى قدرات وطنه ،والقائمين على إدارة السلطة ومصالح البلاد.



ومهمة المثقف خطيرة وأمانته ثقيلة؛ لأنه لابد أن يكون قارئًا جيدًا لكل التحولات والتطورات ليس فى وطنه فقط، بل فى العالم والمنطقة المحيطة به والمؤثرة على وطنه ،ومن هنا تأتى أهمية المثقف فهو القادر على تحليل كل المستجدات، وتنوير شعبه، وإظهار الحقائق بلا مواربة ،أو خداع للوصول إلى المستوى الحضارى الذى يتمناه لبلاده، فالحضارة لا تقوم على الجهلاء لكن على الأذكياء ،والمثقفين القادرين على نقل تجارب الأمم الأخرى الناجحة فى الحياة لمواطنه ووطنه.

المثقف آلة تعمل دائماً، وتفكير لا يهدأ ولا يستكين، وأسئلة لا تنتهي، وإلا فلن يكون مثقفاً ،ولا مفيداً لمجتمعه، فكم من مثقف يحمل هذه الصفات، ويعمل بها كشمعة تحترق من أجل إضاءة الطريق للآخرين، ولكن حتى الآلة تحتاج بطارية وصيانة واهتماماً، وكذلك المثقف يحتاج الاهتمام والتعاون.

هناك نوع آخر من المثقفين، يمثلون ضمير الأمة الحى ولسانها الصادح بالحق، لا يعنيهم سوى تسمية الأشياء بمسمياتها و صفاتها الحقيقية، فالحق حق و الباطل باطل، و لا يخشون فيما يقولونه لومة لائم، طالما أنهم لا ينشدون سوى إظهار الحقيقة لمن يجهلها فى أى مجتمع يعيشون فيه، رضيَ من رضيَ بما يقولونه، و كَرِهَ  من كره،  فتلك هى رسالتهم فى الحياة و أمانتهم التى يجب أن يؤدوها بأى مكان و أى زمان .  

فالكتّاب فى أى زمان كانوا وأى مكان، هم فى نهاية الأمر من يرسم ويشكل الخلفية الثقافية والفكرية لشعوب بلادهم.

وقَدَرُ هذه الفئة من المثقفين أن يكونوا «حَمَلة الشعلة» التى تنير الدروب للشعوب، وأن تمثل الكتلة الصلبة التى لا يمكن تجاوزها.

المثقفون عليهم عبء رفع وعى الشعب، وإنارة طريق التوعية والتثقيف، و تنوير شعوبهم وكشف المعيب فى أوطانهم، وتسليط الضوء على الفجوات والحفر التى تكتنف الدروب التى تسير عليها عملية التنمية والتطور، أن يوطنوا أنفسهم على تحمل تبعات هذا  الالتزام بشرف و أمانة الكلمة. 

أما سكان «الأبراج العاجية» الناطقين باللغات المغرضة والمدعومة من جهات غير وطنهم فهؤلاء لابد من لفظهم بل وإسكاتهم إن لزم الأمر!