الإثنين 29 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
الغراب الأبيض 2-5

الغراب الأبيض 2-5

وبتقسيم كتاب سلمان رشدى “آيات شيطانية” إلى جزءين أحدهما رواية والآخر رسالة يبدأ الكاتب زهير شاكر فى كتابه “الغراب الأبيض أوظاهرة سلمان رشدى فى سرد وقائع الرواية أولا وهى التى تحتوى على عدد كبير من الرموز والإسقاطات كما تحتوى على الكثير من البذاءة والإقحام للأحاديث الإباحية والجنسية بصورة فجة تم إخفاؤها والاستعانة بدلًا منها بعبارات مهذبة عند سرد تلك الأحداث.



تبدأ الرواية بعبارة تتكرر كثيرًا فى الكتاب وكأنها الحكمة المطلوب استخراجها منه حيث يقول الكاتب “من أجل أن تولد من جديد لابد أن تموت أولًا” حيث تدور أحداث الرواية حول شخصين “جبريل فاريشتا” و”صلاح الدين شامشا” كلاهما هندى الأصل من بومباي وينتميان إلى عائلتين مسلمتين ويحملان الجنسية البريطانية، تشمل أحداث الرواية –التى لن أسردها بالتفصيل- على العديد من المواقف الغريبة والخيالية ،وعدد من ردود الأفعال غير المنطقية بداية من سقوطهما من طائرة منفجرة كانت فى طريقها إلى إنجلترا ،وبالرغم من سقوطهما من ارتفاع 30 ألف قدم إلا إنهما بقيا على قيد الحياة مع تغيرات طفيفة فى فاريشتا الذى تخيط رأسه “هالة” إشارة إلى استنساخه لجبريل عليه السلام فيما ينمو قرنان فى رأس صلاح ويكتسى جسمه بالشعر وفى إشارة إلى الشيطان الرجيم، وتستمر أحداث الرواية بين خيانات زوجية وإخفاقات فى العمل وكفر بالمعتقدات القديمة بالإضافة إلى تعدد جرائم القتل الغامضة لأناس من المذنبين تتجه فيها أصابع الاتهام إلى فاريشتا الذى يبغض الرذيلة ويحاول تطهير الأرض منها مع استخدام شخصيات بأسماء لا تخلو من دلالة مثل سفيان وهند وتنتهى الرواية بانتحار فاريشتا أمام صلاح الذى يعود إلى هيئته الأولى متخلصًا من الشكل الشيطانى تدريجيًا وبلا سبب واضح.

ينتقل الكاتب زهير شاكر بعد ذلك إلى نقد الرواية الضعيفة من الناحية الفنية ومن ناحية الحبكة الدرامية وردود فعل أبطالها قبل أن يختتم الفصل بالحديث عن معاملة الغرب للملونين من الجنسيات الشرقية، وكذا أيضًا إشكالية اندماجهم فى تلك الحضارة البديعة شكلًا والمختلفة عنهم فى الكثير من القيم والعادات والتقاليد ،وهى الإشكالية التى يشير إلى معاناة سلمان رشدى المهاجر فى ستينيات القرن الماضى منها أيضًا.

غدًا نكمل..