الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
الغراب الأبيض 4-5

الغراب الأبيض 4-5

المقالات السابقة استعرضت كتاب «آيات شيطانية» لمؤلفه سلمان رشدى من خلال استعراض كتاب للرد عليه بعنوان «الغراب الأبيض أوظاهرة سلمان رشدى» لمؤلفه الكاتب زهير على شاكر طبعة دار الهلال سبتمبر 1989.



يبدأ الكاتب فى تحليل عقيدة سلمان رشدى الدينية والتى يتضح منها أنه ملحد غير مؤمن لا بالله ولابملائكته ولا بكتبه ولا برسله ولا باليوم الآخر بل يهزأ ويسخر من كل ذلك فى صتبجح شديد كما أنه «انحلالى» لا يقيم وزنًا للأخلاق أو الفضيلة أو الشرف بل يعادى كل هذا عداء صريحًا ويستمر الكاتب فى توضيح الفرق بين الإلحاد والانحلال وأنهما أمران مختلفان ولكن اجتمعا فى شخصية سلمان رشدى بوضوح لايقبل المجادلة.

أما عن عقيدته السياسية فإنه يسارى متشدد مغال فى يساريته  ولا يخفى تعاطفه مع الماركسية التروتسكية أو ما يطلق عليه يسار اليسار وهوما قد يبدو فى الظاهر معارضًا للفكر الغربى إلا أنه كما يصفه الكاتب بأنه يخدم نفس التوجه ويؤدى إلى نفس النتيجة وهى الهزيمة الكاملة والتسليم والانبطاح للغرب.

أما عن أصداء ظهور الكتاب كما وصفها الكاتب زهير شاكر فى الفصل الأخير من الكتاب والتى وإن كانت قد توقفت بالطبع عند تاريخ النشر-سبتمبر 1989-أى بعد عام واحد فقط من ظهور الكتاب إلا أن فيها استعراض ممتاز لمدى استقبال الغرب للكتاب على اعتبار أن سلمان رشدى يحدثهم عن موضوعات مرحب بها وتتلقفها أجهزة النشر والدعاية بالكثير من الحفاوة خاصة أنها صادرة من شخص منتمٍ إلى الإسلام فى الأصل كما أن توقيت إصدار الكتاب يتزامن مع حملة الغرب فى هجومه على الإسلام كما لم ينس سلمان رشدى اللعب على أوتار الإعجاب والإشفاق اللتان تعمل من خلالهما الصهيونية العالمية وذلك من خلال عدد من شخصيات الرواية .

أما عن صدى الكتاب بين عامة المسلمين فحدث ولا حرج عن العديد من المظاهرات التى قامت فى الدول الإسلامية وفى الهند وفى الغرب أيضا كما قامت العديد من حكومات الدول الإسلامية بمنع الكتاب أما أعلى رد فعل جاء من حكومة إيران والتى أعلنت فيها عن فتوى الإمام الخمينى بإهدار دم سلمان رشدى بعد خمسة أشهر فقط من صدور الكتاب وغيرها من تصريحات مسئولين بالحكومة الإيرانية من رصد مبلغ 4 ملايين دولار لاغتيال سلمان رشدى.

كل تلك الأمور أدت إلى انتشار الكتاب وطباعته بكميات مهولة كما أدت إلى شهرة مؤلفه بالإضافة إلى العديد من الخطوات الأخرى منها إعلان الحكومة البريطانية حمايتها له على اعتبار أنه مواطن بريطانى كما انطلقت الآلة الإعلامية الغربية فى حملات وهجمات شرسة تشهر بهمجية المسلمين ودمويتهم.

 

غدا نكمل