الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
الغراب الأبيض 5-5

الغراب الأبيض 5-5

بعد أن استعرضنا فصول كتاب «الغراب الأبيض أو ظاهرة سلمان رشدى» لمؤلفه الكاتب زهير على شاكر، ننتقل عبر الزمن إلى هذا العام-2022- وتحديدا فى الثانى عشر من اغسطس حينما تناقلت وكالات الأنباء الأخبار عن قيام شخص بطعن سلمان رشدى فى رقبته أثناء استعداده لإلقاء محاضرة فى غرب ولاية نيويورك ولم يقتصر الأمر على طعن الرقبة فقط بل تخطاها إلى مناطق أخرى كثيرة من جسده، واليوم تأتينا الأنباء بأن حالته تتحسن بعد أن تم رفعه من جهاز التنفس الصناعى.



ولم تكن تلك هى محاولة الاغتيال الوحيدة بل تعرض سلمان رشدى لمحاولة أخرى فاشلة فى اغسطس 1989 بواسطة كتاب مفخخ انفجر مبكرا مما أسفر عن مقتل حامليه وهو ما دعا سلمان رشدى إلى الاختفاء لمدة عشر سنوات انتشرت خلالها شائعات عن إصابته ببعض الأمراض المميتة وهو ما لم تثبت صحته بالطبع.

والحقيقة أن فتوى الإمام الخمينى على الرغم من مرور 33 عاما على صدورها إلا أن رجل الدين الإيرانى أحمد خاتمى قد قام بتجديدها عام 2007 مما جعل أمر حماية حياة سلمان رشدى يتجدد واستمر حتى وقعت الحادثة الأخيرة.

العجيب فى أصداء تلك الحادثة هو هذه الدرجة الملحوظة من عدم الاكتراث فى مختلف الأوساط التى كانت تلتهب وقت صدور الكتاب وهو أمر لاحظناه بسهولة من ردود الأفعال لمستخدمى شبكات التواصل الاجتماعى وكذا أيضا فى وسائل الإعلام المحلية والعربية باستثناء أخبار متناثرة عن حالته الصحية تماما مثلما أتى بين الحين والآخر فى وسائل الإعلام الغربية كمتابعة لحادث عادى.

ربما يكون ما مر به العالم من أحداث متلاحقة-دموية فى أغلبها- قد أصاب الناس بنوع من البلادة وخاصة أن فى السنوات القليلة الماضية وقعت عدة حوادث مثل الرسوم المسيئة أو الهجوم على بعض المساجد فى بعض الدول الأوروبية وربما يكون الوعى المعلوماتى ووجود مصادر متعددة للمعرفة جعلت الكثيرين يستطيعون اللجوء إلى تلك المصادر لمعرفة حقيقة أى تشكيك وربما أيضا الأزمات الاقتصادية قد ملأت الأذهان وصرفتها عن الانتفاض لأى قضية أخرى بنفس القوة التى كانت عليها من قبل.

وفى النهاية لا أجد إلا أن أهدى تلك السطور لروح الكاتب زهير على شاكر الذى قدم دراسة وافية فى وقت قصير أراها جديرة بإعادة القراءة والاقتناء أيضا لما تحتويه من تفصيل وتحقيق للعديد من الأمور الواردة بالكتاب.