الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
الوعى الاجتماعى

الوعى الاجتماعى

قضايا كثيرة قد تصل لأقسام الشرطة والمحاكم لأسباب تافهة لا تستحق ولكنها تقع كثيرا بالفعل لسبب بسيط هو غياب الوعى الاجتماعى بين أفراد الحى أو الشار ع أو المجتمع ككل!



وكثيرا ما نسمع مفكرين ومثقفين وإعلاميين يرددون جملة الوعى الاجتماعى، فما هو الوعى الاجتماعى كما قرره علماء الاجتماع والمفكرون والمثقفون؟

هو مجمل المعتقدات والمشاعر المشتركة بين أفراد المجتمع العاديين وقد  لاحظ دور كهايم أحد أشهر علماء الاجتماع  أنه فى المجتمعات التقليدية أو البدائية، فإن الرموز الدينية والمعتقدات والطقوس تعزز الوعى الجمعى هذا إذا كانت المجموعات الاجتماعية متجانسة تمامًا (غير متميزة عن طريق العرق أو الطبقة، على سبيل المثال)، فإنه ينتج عن الوعى الجماعى ما وصفه عالم الاجتماع الشهير دوركهايم «بالتضامن الميكانيكى» – وهو فى الواقع الربط التلقائى بين الناس من خلال القيم والمعتقدات والممارسات المشتركة. 

كما لاحظ أنه فى المجتمعات الحديثة والصناعية التى ميزت أوروبا الغربية والولايات المتحدة الأمريكية، والتى عملت من خلال تقسيم العمل، ظهر «تضامن عضوي» على أساس الاعتماد المتبادل بين الأفراد والجماعات على الآخرين من أجل السماح لمجتمع يعمل وينتج.

والوعى الاجتماعى يساهم فى الحقيقة والواقع فى تطور المجتمع ونموّه، وذلك من خلال الخصائص والسمات التى يتمتع بها المجتمع وفى هذه الحالة فإنه  يساعد على تعزيز شعور الفرد بالانتماء إلى المجتمع الذى يعيش فيه، وبالتالى  يساهم بدوره فى تعزيز سلوكه وتوجيهه نحو ما يُفيد الأفراد والمجتمع الديمقراطية. 

والحقيقة أننا فى هذه المرحلة من تاريخنا فى أشد الاحتياج للوعى المجتمعى لمقاومة محاولات التشويش سواء من الخارج أو الداخل حيث التحديات متعاظمة ومتعددة ومن كل الاتجاهات وليست الشائعات المغرضة إلا نقطة فى بحر التربص بالمجتمع. 

والأهم من مقاومة الشائعات تحسين السلوك المجتمعى والحرص على المال العام واحترام قواعد المرور واحترام خصوصية الأفراد والأسر ونظافة الأماكن العامة التى يرتادها المواطنون، ولعل أخطرها ضرورة احترام قواعد المرور والالتزام بالتعليمات وعدم التجاوز فى السرعة وإعطاء الآخر حقه فى المرور وفى الأمان.