الإثنين 29 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
ثقافة الفيسبوك

ثقافة الفيسبوك

أتاحت لى الظروف فى الفترة السابقة أن أجلس مع مجموعات مختلفة من الشباب فى نقاشات عامة حاولت فيها أن اكون اقل الحضور تحدثا فقضية الشباب من القضايا التى تشغلنى بصورة كبيرة كما أننا وأن كنت قد تركت مرحلة الشباب منذ أعوام كثيرة إلا أن مشاعر الشباب مازالت حاضرة فى عقلى ووجدانى ربما لأن العمر يمر سريعا ولم انتبه الى ذلك جيدا الا منذ سنوات قليلة.



كان المدخل ليترك هؤلاء الشباب العنان لأفكارهم وآرائهم لكى تنطلق، هو احساس الطمأنينة الذى حاولت أن أوصله اليهم، طمأنينة ألا يخجل أحد من عدم المامه بموضوع ما كما لا يجب أن يخجل من أفكاره وتصرفاته ومشاعره حتى المشاعر السلبية منها وهو ما أعتقد أننى قد نجحت فيه مما دفع هؤلاء الشباب الى فتح عقولهم وقلوبهم وقاموا باستعراض أحلامهم وتطلعاتهم واحباطاتهم ايضا.

الشىء الملفت للنظر هو كم السيطرة التى وضعتها شبكات التواصل الاجتماعى داخلهم، فعندما يتطرق الحديث الى اى موضوع فكرى أو دينى أو سياسى أو اقتصادى أو فى اى فرع من فروع العلوم الانسانية حتى الجانب العلمى الا ووجدت أن أغلب الآراء مستقاة من منشورات وتريندات سابقة كانت منشورة على تلك الشبكات، عرفت ذلك لأننى مررت ببعض من تلك المنشورات وتأكد لدى هذا المفهوم من خلال السؤال المباشر لهم عن مصادر بعض المعلومات والحقيقة أنه على الرغم من وجود معلومات صحيحة نوعا ما على تلك الشبكات الا انها فى الغالب معلومات منقوصة أومبتسرة هذا بالإضافة طبعا لوجود كم مهول من المعلومات والأخبار المغلوطة.

هنا وجدت أن محاولات تصحيح بعض من تلك المفاهيم باستخدام أسلوب المحاضرة لن يؤتى ثماره مع اغلب هؤلاء الشباب لعدة أسباب منها أن ما كنت أحاول أن اقوم به هو تغيير لمعلومات التصقت بالأذهان ببساطة لأنها أول مرة يعرفون عن موضوع ما ولذلك فإن ما لديهم من معلومات هى الأولى من نوعها وعليه فإنها ستكون شديدة الرسوخ والالتصاق بالأذهان ولذلك لجأت الى أحد أساليب واستراتيجيات ما يعرف بالصف المقلوب ومعناه اننى يجب أن أتوقف عن أسلوب السرد والشرح والاقناع المباشرين ولكن يجب أن اوكل تلك المهمة للشباب انفسهم وعليه فإننى قد قمت بانتهاج ذلك النهج فى عدة أمثلة لجدال حول معلومات اعرف أنها خاطئة حيث قمت معهم ببيان عملى من خلال ترك شبكات التواصل الاجتماعى تماما واللجوء الى محركات البحث للتعرف على اصل الموضوعات من عدد من المصادر الموثقة ومقارنة تلك المصادر معا قبل مقارنتها بما رسخ فى الأذهان من قبل وللأمانة فإن النتيجة كانت باهرة، حدث تحول كبير فى المفاهيم التى تبنوها من قبل بل إن بعضهم قد انتحى جانبا بهاتفه المحمول محاولا البحث عن مصادر أخرى للمزيد من المعلومات السابق الاطلاع عليها من خلال تلك الشبكات.