سماح أنور: لا أقدم دورًا من أجل لقمة العيش

سهير عبد الحميد
قالت الفنانة سماح أنور: إنها تعيش حالة تصالح كبير مع نفسها ولم يعد فى حساباتها شىء اسمه النجومية مؤكدة أن قلة أدوارها لم يعد يمثل لها مشكلة معتبرة أن الفن جزء عزيز عليها تحترمه لكن فى المقابل هناك أشياء أخرى ملأت حياتها غير التمثيل وأنها ليست مضطرة أن تقبل أى دور يعرض عليها لمجرد توفير متطلبات الحياة.
سماح أنور فى حوارها لـ«روزاليوسف» تحدثت عن تجربتها الأخيرة فى مسلسل «الليلة واللى فيها» مع زينة ورأيها فيها وأهم المحطات الفنية التى تعتز بها فى مشوارها، وتذكرت معنا تجربتها فى الحادث الذى وقع لها منذ أكثر من عشرين عامًا وحقيقة ندمها على المشاركة فى فيلم «يوم للستات» وتفاصيل أخرى ترويها فى الحوار التالى:
■ تشاركين فى مسلسل «الليلة واللى فيها» الذى يعرض على إاحدى المنصات، حدثينا عن تجربتك فيه؟
- هذا المسلسل من الأعمال الممتعة التى اشتغلت فيها بمزاج وبالنسبة لكون المسلسل قصير وعدد حلقاته لا يتعدى 6 حلقات فهذا الأمر ليس بجديد علينا خاصة أنه زمان كان الطبيعى فى الدراما المصرية هو الـ 15 حلقة والسباعيات والسهرات التليفزيونية والمتابع لكلاسيكيات الدراما المصرية سيجد حلقاتها 10 و15 حلقة.
■ تقدمين شخصية الحما خلال أحداث «الليلة واللى فيها».. حدثينا عن هذه التجربة وما الصفات المشتركة بينك وبين شخصيتك فى العمل؟
- المسلسل بكل تفاصيله جديد علينا والشخصية فى «الليلة واللى فيها» فرحانة بها جدا لأنه من الأدوار التى أظهرت قدراتى كممثلة فأنا أحب أن أقدم الأدوار التى لا تشبهنى فى الواقع وعكسى تمامًا فى تفكيرها وطريقة تعاملها مع الناس، وستجدى على مدار مشوارى أن الشخصيات التى قدمتها وعلمت مع الناس هى التى لا تشبهنى والأمثلة على ذلك «راقصة قطاع عام» و«سنبل بعد المليون» و«ذئاب الجبل» وسيضاف لهذه الأعمال «الليلة واللى فيها».
■ هل يفرق معكِ مكان العرض سواء منصات أو قناة فضائية؟
- العمل الناجح يفرض نفسه سواء عرض على منصة أو قناة تليفزيونية وأنا عن نفسى لغيت التليفزيون من بيتى منذ أكثر من 12 عامًا واعتبره جهازًا مسمومًا لما يبثه من طاقة سلبية من خلال البرامج والاخبار التى تذاع فيه وعندما أريد أن أشاهد أى شىء أشاهده على التليفون ونحن نعيش فى عصر المنصات، فالتليفون أصبح حياتى وبشكل عام لم يعد شيئًا يفرض على المتفرج بل هو يختار ما يناسبه.
■ حدثينا عن كواليس تعاونك مع زينة ؟
- زينة من أعظم الشخصيات التى قابلتها فى حياتى وقبل أن أتعاون معها ،وهى من الصديقات المقربات لى، وبحترم كفاحها ومشوارها، وهى من النجمات التى ظلمت جدا، واعتبرها من أهم نجمات جيلها وأكثرهن موهبة ،واعتبر نفسى من جمهورها، وعلى المستوى الإنسانى هى متواضعة جدا وباشكرها لأنها هى من رشحتنى للمسلسل لتجسيد هذه الشخصية المعقدة.
■ على ذكر الشخصيات المعقدة.. هل ندمتِ على الموافقة على المشاركة فى فيلم «يوم للستات» بعد حذف دورك؟ - دورى فى الفيلم كان من الأدوار المميزة التى قدمتها،ولو كان تم عرضه كان هيفرق معى، وفى المقابل عمرى ما تمت إهانتى فى حياتى مثلما حدث معى فى هذا الفيلم وهذه التجربة كانت صادمة بالنسبة لى وصدمت فى كل المشتركين فيها، علمتنى اختار الناس الذين اتعاون معهم ،وأنا من الشخصيات التى لا تبحث عن رضا الناس ولا يفرق معى أى حسابات للآخرين ،وهمى الأول والأخير أن أقدم الدور الذى أرضى عنه ، والحمد لله ربنا عوضنى على مستويات أخرى.
■ ما السبب فى قلة أعمالك؟
- أنا تربيت فى بيت فنى، وتعلمت فيه أنى اختار دور حلو فى عمل حلو بعيدا عن حسبة مساحة الدور أو ترتيب الأسماء على التتر أو الإفيشات وحاليا أنا بعيدة عن منطقة التوزيع وهذا الأمر أعطانى حرية فى اختيار أدوار حلوة تعجبنى فزمان عندما كنت نجمة شباك وبطلة كان بيحكمنى الشكل الذى يريد المنتج أو المخرج يقدموننى فيه، لكن الآن أنا حرة وليس لدى حسبة فى الفن .
■ من وجهة نظرك من أكثر مخرج غيروا جلدك وقدموكِ فى أدوار صادمة؟
- البداية مع الأستاذ جلال الشرقاوى رحمه الله فى مسرحية «راقصة قطاع عام» ومحمد صبحى وأحمد بدر الدين فى مسلسل «سنبل بعد المليون» وهانى خليفة فى «الليلة واللى فيها» هذه الأعمال قدمتنى بشكل غير نمطى بعيدًا عن شخصية سماح أنور ، واعتز بالعمل معهم واعتبرهم أهم 3 مخرجين تعاونت معهم فى حياتى، وكان عندهم شجاعة أنهم يقدموننى فى هذه الأدوار، فمثلا محمد صبحى كلمنى عن زيبا وأخد موافقتى عليها قبل سنبل ما يكتب.
■ ماذا تعنى لكِ الجزائز والتكريمات وهل تنتظرين التكريم؟
- الجوائز والتكريمات لا تعنى لى أى شىء ويكفينى حب الناس لشغلى هذا هو النجاح والتكريم الحقيقى وهناك شىء سلبى أتمنى أن يختفى من الفن فى مصر وهو أن الفنانين الشباب هم المهمين والكبار ليس لهم قيمة وهذا يجعلنى لا أحضر مهرجانات، والحقيقة أن مسألة عدم حضورى المهرجانات ليس وليد هذه الأيام ولكن من الثمانينيات ولا أحضر إلا إذا كان لى عمل وطول عمرى» أمثل وأروح».
■ السوشيال ميديا وتواجدك فيها أصبح جزءًا مهمًا من حياتك وحل مشاكل الناس.كيف بدأ هذا الأمر معكِ؟
- الموضوع بدأ منذ أكثر من 20 عامًا 2001 بعد الحادث الذى نجوت منه، وقتها طلبونى أقدم برنامجًا على التليفزيون المصرى باسم «تجربتى «أروى فيه ما حدث خلال فترة 12 سنة قضيتها على كرسى متحرك، وقدمت البرنامج أحكى فيه تجربتى وأحاول أحل مشاكل الناس ،واستمر الموضوع معى فى برامج أخرى حتى ظهرت السوشيال ميديا والتكنولوجيا التى وفرت فرص عمل لناس كثيرة.
■ مررت بتجربة صعبة خلال الحادث الشهير الذى تعرضتِ له وبعده اخترتِ أن تحلى مشاكل الناس فى برنامج .كيف استطعتِ تحقيق هذه المعادلة؟
- على الرغم من قسوة ما تعرضت له فى الحادث لكن اعتبره أفضل شىء حصل لى فى حياتى لأنها أعطتنى فرصة أجلس مع نفسى سنوات بعيدًا عن الشهرة والأضواء والزحمة التى قابلتها من وأنا عمرى 16 سنة، قعدت مع ربنا 12 سنة عملت كمية دراسات وعملت حاجات كثيرة ،وذاكرت الفن على أصوله كل هذه الأشياء ساعدتنى أخرج من اكتئابى بعد الحادث الذى كاد أن يقودنى للانتحار وبعد محنتى حاولت أن أنقل خبرتى للناس.
■ سبق وقلت لى: إن الفن جزء مهم فى حياتى.. ما الأشياء الأخرى التى تشغلك بعيدًا عن الفن وتملئى بها حياتك؟
- الفن ومساعدة الناس وحل مشاكلهم أصبحوا حياتى كلها.
■ هناك بعض النجوم عندما يكبرون فى السن وتقل الأدوار التى تعرض عنهم يقل مستوى ما يقدمونه من أجل لقمة العيش.كيف أمنتِ نفسك من هذا الأمر؟
- دائمًا اعتبر الفن هو حياتى، وليس شرطًا أنى أقدم أعمالًا كل يوم، وتعلمت من أمى وأبويا أنى لا أعتمد على الفن فى رزقى، وأن لا أكون معتمدة على منتج أو مخرج يرشحنى لعمل وأنى لابد أن يكون هناك عمل آخر بجانب الفن يساعدنى على العيش بشكل مرتاح حتى لا اضطر أنى أقبل دورًا لا يعجبنى بسبب الحوجة.