الإثنين 29 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
معالجات نفسية - الاستعراض

معالجات نفسية - الاستعراض

يعطينا عالم النفس الأمريكى إبراهام ماسلو خمسة مستويات تكون ما يطلق عليه «هلرم ماسلو للاحتياجات»، والذى يحدد الاحتياجات البشرية على شكل هرم تبدأ قاعدته بالحاجات الفسيولوجية مثل التنفس، والأكل والشرب والنوم وممارسة الجنس ثم ينتقل الى المستوى الثانى وهو ما يطلق عليه الحاجة إلى الأمان وهى تشمل الامان الشخصى والأسرى والصحى والوظيفى ثم الاحتياجات الاجتماعية والتى تشمل الصداقة والعلاقات العاطفية والأسرية ثم يأتى المستوى الرابع ونجد فيه الحاجة إلى التقدير مثل الهيبة والمكانة والقبول الاجتماعى ثم تأتى على قمة الهرم الحاجة إلى تحقيق الذات من خلال الإنجاز والأنشطة الإبداعية والمؤثرة وخلافه.



والحقيقة أن الاحتياج الرابع - الحاجة الى التقدير- والاحتياج الخامس-الحاجة الى تحقيق الذات - كثيرا ما يحدث بينهما تداخل كثير بل إن الاحباطات الناشئة عن عدم القدرة على تحقيق الذات ربما تزيد من الحاجة إلى التقدير كنوع من التعويض عن هذا النقص، وللحاجة إلى التقدير مظاهر متعددة واساليب كثيرة ربما يكون أبسطها ظهور الحاجة إلى القبول المجتمعى والثناء والاطراء والمدح للشخص ولما يقوم به من أعمال وأفعال.

حتى هذه المرحلة نجد أن الأمور تسير بشكل مقبول وتتسق مع هذا التقسيم الهرمى المنطقى إلا أن البعض يلجأ الى الاستعراض طمعا فى المزيد من التقدير ولهذا الاستعراض مظاهر متعددة منها استخدام الملابس غالية الثمن والملفتة ومنها أيضا التحدث بصوت مرتفع فى أى تجمع مع سرد الكثير من الحكايات الخرافية الغنية بانجازات غير حقيقية ويصل الشخص القائم بالاستعراض إلى مرحلة من الكذب لا يعنيه فيها ان يصدقه الآخرون أم لا فهو يسعى إلى الاستماع إلى عبارات الثناء ورؤية نظرات الانبهار فى عيون الناظرين.

كان هذا قبل ظهور شبكات التواصل الاجتماعى والتى سمحت للمزيد من مظاهر الاستعراض التى يرغب صاحبها فى تحقيق حاجته الى التقدير ولا يهمه إن كان ما يستعرضه حقيقيا أم غير ذلك وعليه فإننا نجد الكثير من المنشورات التى يتحدث صاحبها عن مدى نبله وذكائه وتدينه وسلامة سريرته وتميز مهاراته وغير ذلك الكثير ثم ينتقل الى مرحلة ان يدعم ذلك بالعديد من الصور الفوتوغرافية التى يظهر فيها مبتسما، ربما على شاطئ البحر أو بجوار سيارة فارهة غالية الثمن أو بجوار أحد الأبراج الشاهقة الحديثة أو اثناء القاء محاضرة أو متحدثا إلى شخصية سياسية مهمة أو نجم سينمائى أو غنائى شهير، الأمر تطور بعد ذلك إلى فبركة الصور ليحصل على المزيد من علامات الإعجاب والتعليقات التى تروى ظمأه إلى التقدير الزائف.