الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
 منطق الطير

منطق الطير

تستمر تقنيات الذكاء الاصطناعى فى اقتحام مجالات جديدة ربما لم تخطر بالبال من قبل أو لم تنجح محاولات البشرية فى اقتحامها من قبل، آخر هذه المجالات ما يحاول مشروع فصائل الأرض Earth Species Project القيام به من خلال منظمة لا تهدف إلى الربح تحمل الاسم نفسه بدأت فى العمل منذ خمس سنوات.



المشروع ببساطة يهدف إلى التعرف على لغات الكائنات الحية المختلفة من حيوانات وكائنات بحرية وحشرات وصولًا إلى ديدان الأرض، يقوم المشروع بالتعرف على الأصوات والحركات التى تقوم بها تلك الكائنات فى تواصلها مع بعضها البعض فى المواقف المختلفة مثل مواقف الصراعات أو مواسم التزاوج أو الإحساس بالألم وغيرها من المواقف الواضحة حيث تهدف فى النهاية إلى تطوير منظومة تساعد الإنسان فى التعرف على ما تقوم تلك الكائنات بالتعبير عنه فى محاولة للخروج بمفرداتها اللغوية بصورة متكاملة ودقيقة.

وللأمانة فإن هذه ليست المحاولة الأولى للتعرف على لغات الكائنات الحية حيث قامت جامعة كوبنهاجن بمشورع للتعرف على لغة الخنازير كما قامت مشروعات أخرى للتعرف على لغات بعض الكائنات الحية الأخرى مثل Project CETI للتعرف على لغة الحيتان وDeepSqueak للتعرف على لغة الفئران.

وبغض النظر عن مدى دقة وشمول هذا المشروع ونتائجه المحققة حتى الآن إلا أن اقتحام تلك المنطقة الجديدة سيكون له عظيم الأثر فى زيادة التواصل بين الإنسان وباقى المخلوقات و ربما يقود هذا المشروع إلى إعادة تحقيق ما نصبوا إليه من حماية لتلك الأصناف وربط هذا بالمحافظة على التوازن البيولوجى وضمان عدم اختلاله.

وبالنظر إلى هذا الأمر بمنظور دينى لا أشعر أن به حرجا أو حرمانية طالما استخدم لعدم إيذاء تلك الكائنات ولكن لتحقيق مصلحة عامة  فمنطق الطير الذى علمه الله لنبيه سليمان كما جاء فى الآية 16 من سورة النمل «وَوَرِثَ سُلَیمَـٰنُ دَاوُدَ وَقَالَ یَـٰأَیُّهَا النَّاسُ عُلِّمنَا مَنطِقَ الطَّیرِ وَأُوتِینَا مِن كُلِّ شَیءٍ إِنَّ هَـٰذَا لَهُوَ الفَضلُ المُبِینُ» وهو ما ساعد كثيرا من خلال التواصل مع الهدهد ودوره فى هداية ملكة سبأ وقومها أو فى الآية 18 من السورة ذاتها عندما سمع النملة تحدث أقرانها قائلة :«حَتَّىٰ إِذَا أَتَوْا عَلَىٰ وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ» وهو ما جعل نبى الله يتبسم ويذكر نعمة الله عليه ويحمده كما جاء ذلك فى الآية 19 «فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِّن قَوْلِهَا وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِى أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِى أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِى عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ».

صدق الله العظيم