الإثنين 18 أغسطس 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
 التليفون وتطور الجريمة 1-2

التليفون وتطور الجريمة 1-2

منذ إقرار براءة اختراع الجهاز الناقل للأصوات المسمى بالتليفون فى مارس 1876 وهو فى تطور مستمر بداية من الاستخدام الأصلى له وصولًا إلى الهواتف الذكية التى يستغنى حاملها عن العديد من الأجهزة والأدوات الأخرى، وخلال رحلة التليفون بداية من إنشاء أول شبكة عامة له Public Switching telephone Network (PSTN) أرضية وصولًا إلى الهواتف المحمولة من الجيل الرابع والجيل الخامس أيضًا ونحن نرى كيف تتطور أساليب استخدام هذا الجهاز فى العديد من الجرائم التى تعتمد على إمكانياته وأوجه قصوره أيضًا.



فى البداية كان أحد أهم خصائص عملية الاتصال أنه بعد بدايتها فإن الخط لا يمكن إغلاقه إلا إذا قام المتصل بإغلاق الخط، هذه الخاصية أو فلنسميها «القصور» استطاع من خلالها بعض المجرمين تنفيذ جرائم متكاملة، مثال على هذا ما قام به الفنان أحمد مظهر فى فيلم «العتبة الخضرا» عندما دخل إلى أحد محال المجوهرات بيد مكسورة لا يقدر على الكتابة وجعل صاحب المحل يقوم بكتابة خطاب موجه إلى زوجته لإرسال مبلغ 2000 جنيه لشراء خاتم ثمين، ثم يأمر السائق بالذهاب إلى زوجته- زوجة الجواهرجى- بالخطاب المكتوب بخط يد زوجها بعد أن يقوم أحد أفراد العصابة بالاتصال تليفونيًا بها ليسأل عن شخص غير موجود وبعد أن تنتهى المكالمة بالعبارة الشهيرة «النمرة غلط» لا يقوم المتصل بوضع السماعة وقطع الاتصال بل يترك السماعة مرفوعة، فى نفس الوقت يصل إليها السائق بخطاب بخط يد زوجها طلبًا للمال وعندما تحاول الزوجة الاتصال بزوجها لا تستطيع، لأن الخط مازال مفتوحًا، وعليه تشعر بالحرج وتعطى السائق المبلغ المطلوب بعدما يؤكد لها السائق أن سبب حضوره هو أن التليفون عطلان، وعليه فإن الزوجة تشعر بالاطمئنان وتعطيه المال.

بعد هذا التوقيت بأكثر من قرن وتحديدًا فى عام 1988 بدأت خدمة إظهار رقم الطالب Caller ID فى الظهور فى الولايات المتحدة الأمريكية، ثم تواصل انتشارها ليعم أرجاء كل شبكات التليفونات حول العالم تباعًا، ولكن قبل ظهور تلك التقنية فإن العديد من الجرائم كانت تتم أبسطها السب والقذف والابتزاز مثل أن تقوم عصابة بخطف طفل وتقوم بابتزاز أهله من خلال الاتصال بهم.

التهديد أيضًا أخذ مساحة كبيرة من خلال الاتصال التليفونى، مثل ما جسدته الدراما التليفزيونية فى مسلسل «توالت الأحداث عاصفة»، عندما قام رئيس إحدى عصابات تهريب الذهب بتهديد ضابط الشرطة من خلال الاتصال بمنزله فى أوقات متعددة قائلًا: «أنا البرادعى يا رشدى». غدًا نكمل