الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا
التليفون وتطور الجريمة 2-2

التليفون وتطور الجريمة 2-2

بعد انتقال الهاتف من مرحلة الاتصال الصوتى التقليدية من خلال الشبكات الثابتة إلى الهواتف المحمولة والتى بدأت من خلال الأجيال الأولى المسماه GSM وهى مرحلة ما قبل استخدام الهواتف فى الدخول على شبكة الإنترنت ،واستخدام تطبيقاتها المختلفة أصبحت تلك الهواتف مستخدمة كدليل إدانة وإثبات أو براءة من بعض الجرائم ،وهوما أتاحته لنا تلك التقنيات من تتبع فمن المعروف أن شبكات المحمول تتكون من عدد من الخلايا Cells تغطى كل خلية منها مساحة معينة من الأرض، وعليه فإن نظم التتبع تسمح للقائمين على شبكات المحمول التعرف تقريبًا على موقع صاحب الهاتف سواء استخدمه لإجراء مكالمة ،أو لم يستخدمه كما يمكن لهم أيضًا معرفة آخر موقع كان يعمل به الجهاز قبل أن يقوم صاحبه بإغلاقه.



هذا بالإضافة إلى إمكانية استخراج كشف بالمكالمات الصادرة أو الواردة إلى خط تليفونى معين كما يمكن بطريقة مشابهة لطريقة تتبع خط التليفون أن يتم تتبع جهاز الهاتف المحمول حتى بعد أن يقوم السارق بتغيير الشريحة وتركيب شريحة أخرى ،وهو ما يمكن شركات المحمول بالإضافة إلى تتبعه أن تقوم بإيقاف استخدام الهاتف المسروق تمامًا.

أما مرحلة استخدام الهاتف المحمول - الذكى- فى الدخول على شبكة الإنترنت وما تحتويه من تطبيقات وقواعد بيانات واستخدامه فى المعاملات المالية والحساسة فإن إمكانية الدخول على الهاتف والسيطرة عليه من خلال الاختراقات والهجمات السيبرانية Cyber Attacks تسمح للمخترقين بالحصول على نسخة من كل الملفات ومراقبة كل الأنشطة التى يقوم المستخدم بها وهو ما يتم استخدامه فى العديد من حالات التجسس سواء بواسطة أجهزة المخابرات وصولًا إلى إثبات الخيانات الزوجية والاتفاق على الأعمال المجرمة مثل الحصول على رشوة أو الاتفاق على جريمة أو إثبات وجود أشخاص محددين معًا فى مكان ما فى توقيت محدد.

وللأسباب السابقة المرتبطة بكثافة وتنوع استخدامات الهاتف الذكى فإن العديد من الدول تعتبر الهاتف المحمول هو أحد أهم الأدلة الجنائية الرقمية التى تساوى فى حجيتها حجية الأدلة الجنائية المادية أيضًا.