السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
تغيير جلد الإنسان

تغيير جلد الإنسان

عندما نريد أن نصف إنسانا بأنه غير وفى لأصوله وجذوره فإننا نطلق عليه تعبير مفاده أنه “قد غير جلده”، والحقيقة أن هذا التعبير المجازى الذى نستخدمه كثيرا لا يستند إلى أى حقيقة علمية فيما يخص الطبيعة البيولوجية للإنسان، فبالنسبة للإنسان لا تسمى عملية تغيير خلايا جلده بالتغيير بل إن الاسم العلمى لها هو “التجديد” أى تجديد الخلايا التالفة بأخرى جديدة وهى عملية تتم خلال فترات زمنية محددة تعتمد على سن الإنسان ذاته فعلى سبيل المثال فى الفترة من سن يوم الى سن 10 سنوات تتم عملية التجديد كل 14 يوما فيما ترتفع تلك المدة لتصل إلى حوالى 80 يوما بعد سن الخمسين.



ولأن هذا التجديد ضرورى لتلف الخلايا القديمة ولأن الخلايا الأخرى الجديدة تأخذ نفس الشكل واللون فإن عملية التجديد لا تغير فى الشكل العام الخارجى كثيرا خلاف نفس العملية التى تتم فى باقى الكائنات لأسباب مختلفة وعليه فإنه يمكن القول بإنها عملية تغيير للجلد بالفعل.

أحد أهم تلك الأسباب أن طبيعة الجلد أنه لا ينمو وعليه فإن عملية تغيير الجلد هنا يكون غرضها الأساسى هو ضيق حجم الجلد مقارنة بحجم الجسم الآخذ فى النمو مثلما هو الحال فى الزواحف كالثعابين والضفادع مثلا، أو فى بعض المفصليات كالحشرات وسرطان البحر حيث نجد أن جسمها يكبر ويتمدد فيما تبقى القشرة الخارجية الصلبة ثابتة الحجم مما يستوجب تغييرها لتناسب حجم الجسم الجديد أو لتناسب الشكل الجديد لها.

بعض الحشرات الأخرى تغير جلدها أو قشرتها الخارجية ليس على مستوى الحجم فقط ولكن على مستوى اللون أيضا وهو ما تشاركها فيه بعض الطيور التى تقوم بتغيير ريشها من حيث الحجم واللون أيضا وهو ما يمكن أن يعتبر تغييرا دراماتيكيا بحق.

أما بالنسبة لعدد مرات هذا التغيير -الانسلاخ - فإنها تختلف من كائن لآخر فالصرصور مثلا ينسلخ سبع مرات فيما تنسلخ الذبابة مرتين فقط.

وبغض النظر عن التغيير أو الانسلاخ فإن الإنسان يجب أن يهتم بداخله لا بالمظهر الخارجى وكما قال الدكتور مصطفى محمود لا تنظر إلى ما يرتسم على الوجوه، ولا تستمع إلى ما تقوله الألسن، ولا تلتفت إلى الدموع، فكل هذا هو جلد الإنسان والإنسان يغير جلده كل يوم، ولكن ابحث عما هو تحت الجلد.