السبت 21 يونيو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
عام ذبح النساء

عام ذبح النساء

تستطيع أن تقول أو تدعى -ليس كذبًا - بأن عام 2022 الذى لم يغلق روزنامته بعد، هو عام: نحر النساء ولا تستثنى من الكون بلدًا، ولا حتى أمريكا واسألوا امرأة تمثال الحرية عن مدى ذعرها من أن يقطع أحدهم رقبتها بالسيف  كما فعل «جوس» بـ«كارينا»  السيف؟



نعم، السيف الذى أيقظ سكان ولاية كاليفورنيا مذعورين غير مصدقين -لنوع الجريمة وليس للجريمة - صباح يوم 9 من هذا الشهر إثر بث إحدى القنوات المحلية بمدينة (سان كارلوس) التى تقع فى نطاق مقاطعة (سان ماتيو) بكاليفورنيا، خبرًا عن ذبح امرأة تبلغ 27 عامًا بسيف الساموراى على يد حبيبها أمام منزلهم فى الشارع بل أمام الجيران وأمام ابنتيها وليستا ابنتيه - واحدة عمرها عام والثانية تبلغ 7 أعوام - وكانت حاملًا فى جنين من حبيبها الذى نحرها لأنها تقاعست فى أن تلبى له طلبًا.

الرجولة فى العالم طفحت يا ناس 

سنتوقف عند الفاجعة الأمريكية ،عند مقتل الشابة «كارينا كاسترو» بقطع رأسها بالسيف بعد طعنها به عدة مرات على يد حبيبها ووالد جنينها الذى مات معها  «جوس لانديتا سولانو» القاتل الذى قالوا عنه مجرم سابق ومريض نفسى - شوف إزاى ويا محاسن الصدف - وتم إيداعه السجن

كان والد القتيلة»مارتين كاسترو «هو المفجوع الأكبر لرحيلها وللطريقة التى ماتت عليها إذ اعتبر الأمر وكأنه يشاهد فيلمًا أمريكيًا، وقال باكيًا: لقد فقدت صديقتى وابنتى وصار قلبى فارغًا وقد كانت تملأه، وأكمل: عندما دخل هذا المجرم المختل حياتها كنت معترضًا على شخصه، وعندما علمت أنها تحمل جنينًا منه حزنت للغاية، وطالب الأب بأن يحكم القضاء على القاتل بالموت بنفس الطريقة التى أنهى بها حياة ابنته وألا يتركوا له نفسًا يتنفس به حتى ولو تعفن مائة عام فى زنزانة. 

قد تتشابه جريمة قتل «كارينا» مع جرائم قتل ثلاث نساء مصريات: (نيرة وسلمى وشيماء جمال) ولا تنسى أن فتاة جامعية أردنية قد قُتِلَت على ذات النحو وجميعهن فى نفس العام  - لكن جريمة أمريكا تفوقت وانفردت عن مسارح الجريمة العربية فى استخدام السيف وسيلةً لنحر رقاب النساء، وكأننا فى لوكيشن بلد عربى قريب وكأن أمريكا أكبر مُصَنّع ومُصَدّر للسلاح قد استوردت ما كان ينقص شعبها وإدارتها.

ستجد أن لا «قُفّة» قد ظهرت حتى الآن لتفتى ولتصرخ فى القوم الضالين و لتصنع تبريراتها الخائبة فى شرح الجريمة وأسبابها، لم يتفوه أحدهم عن الشرف - الشرف هناك يخص الجميع وليس المرأة وحدها - ولم يطالب راجل جِتّة عِترة بشنبات بعمل كشف عذرية لـ«كارينا»، بالطبع كانت القتيلة أمًّا! ، ولم يُدِن أى فرد من أفراد المجتمع المتعدد الأعراق والألوان والديانات سوى القاتل، كان الكلام كله فى القنوات الأمريكية وفى الصحف والمواقع عن أخلاق القاتل المنحل المنحرف عديم الشرف والرجولة.

ستكتشف أن القاتل - اللاتينى الأصل ذا الـ33 عامًا  - قد استخدم سيف الساموراى اليابانى الصنع  ولم يستخدم سيفًا عربيًا ،ولا منشارًا  كهربائيًا  أمريكيًا، ولا خنجرًا، أو مسدسًا، القاتل بحث بسرعة عن أى آلة قتل، فوجد  السيف معلقًا على الحائط كتذكار، فاستله وقطع به رأس حبيبته، لم يقصد الابتكار والتجلّى الذكورى فى وسيلة القتل.   

وستجد أن المجتمع الذى يذخر بكل أشكال الجرائم قد روعه فعل جريمة السيف، سيف الساموراى، مش أى سيف والسلام، فقد وجدوها أكثر وحشية من كل ما فات من أسلحة. وستعرف  أن عام 2022 هو عام الرجولة الطافحة روث على وجوه النساء، و أن النساء فى وِش المدفع وحدهن، وحدهن تحملهن المجتمعات نتائج الفشل والفقر و الحروب وضعف الرجال، وأن لا شىء قد تغير منذ آلاف السنين وأن (أحمد زى إسدحمد) وأن بلادنا قد كرفت ألوانها وأحزانها وخراءها  ورجالها على بلاد العالمين وصار الجميع سواء.

ربما لا يكون هذا الكلام حقيقيًا:

لأننا لو نحينا هذا الغضب (الجيندرى) النسائى جانبًا وأعملنا العقل والحق والضمير وعدنا بالذاكرة إلى التاريخ الأول سنعرف أن الأضحية بالنساء والبنات، أن فعل قتل النساء بأى صبغة ليس سوى عادة عالمية  إنسانية سحيقة وأنها كانت ولا تزال لُعبة الرجال، وأن من اخترع واستخدم القتل بالسيف وبالمقصلة وبالفأس ضد الرجال والنساء والأطفال هم الأوربيون فى العصور الوسطى، وكانت بريطانيا هى صاحبة براءة الاختراع ورائدة قطع الرأس بالسيف والفأس والمِقصلة، كان ذلك قبلنا بسنوات، وأن القتل بالسيف كان عادة كل أصحاب الأديان السماوية والأرضية ومُثبَت فى الكُتُب، وهناك من يقول بأن سيدنا إبراهيم  النبى هو أول من استخدم السيف، حيث لم يكن الخازوق قد اختُرِعَ بعد.