الإثنين 29 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
حديث الذكريات (1)

حديث الذكريات (1)

للإعلامية القديرة أمينة صبرى برنامج يتذكره كل عاشق للإذاعة بعنوان «حديث الذكريات» كانت تقدمه فى اذاعة صوت العرب حيث تستضيف فى كل حلفة إحدى الشخصيات الشهيرة والمؤثرة وتحاوره حوارا مفتوحا وراقيا لا تزال بعض مقاطعه تتردد فى أذنى وخاصة مقدمته المتميزة، وربما تكون إحدى أهم فوائد عصر المعلومات فى الحفاظ على هذا التراث القيم ما قامت به الهيئة الوطنية للإعلام من إنشاء لقناة على موقع اليوتيوب تحمل نفس الاسم تذخر بالعديد من البرامج والسهرات الإذاعية الرائعة، أدعو رفاق الزمن الجميل الى متابعتها وأدعو شباب اليوم الى البحث عنها والنهل من ذلك الينبوع الصافى فهكذا يبنى الحس الثقافى والفنى والجمالى ويتم بناء الوعى السليم واكتساب الخبرات المتميزة.



بالصدفة أيضا عثرت على كتاب لأستاذة أمينة صبرى يحمل نفس اسم البرنامج من إصدارات الهيئة المصرية العامة للكتاب صدر فى عام 2001 ويشمل تفريغا للعديد من اللقاءات التى تمت مع أعلام الفكر والأدب والسياسة والفن منهم الأستاذ أحمد بهاء الدين والأديب بهاء طاهر والأديب حنا مينا والفنان دريد لحام والفيلسوف الدكتور زكى نجيب محمود والدكتورة سهير القلماوى والشاعر صلاح عبد الصبور وغيرهم الكثير.

أول ضيف فى الكتاب هو الكاتب الصحفى الأستاذ أحمد بهاء الدين الذى يأخذنا فى نقاط سريعة يحدثنا فيها عن رحلة حياته بداية من الطفولة حتى التفرغ للكتابة بجريدة الأهرام مرورا بأول فرصة حصل عليها ككاتب فى مجلة روزاليوسف الأسبوعية وامتنانه للفرصة التى أتاحتها له السيدة فاطمة اليوسف وابنها الأديب الكبير إحسان عبد القدوس.

يتحدث الأستاذ أحمد عن دراسته للحقوق وكيف ساهمت دراسة القانون فى تكوين قدرته على استخدام المنطق والتنظيم وفى البناء المتكامل للأفكار وكيفية تحليل الأحداث، كما يتحدث عن الفرق بين صحافة الخبر وصحافة الرأى واستشرافه للانتقال الذى بدأت بوادره مع الإذاعة والتليفزيون فى زيادة مساحة الرأى على حساب مساحة الخبر الذى يمكن الحصول عليه من خلال تلك الوسائل.

يتحدث أيضا عن السر فى نجاحه كرئيس تحرير لمجلة صباح الخير وهو فى العشرينيات من عمره وتجربته فى البدء فيها مع جيل كامل من الشباب ومنهم على سبيل المثال الفنان ورسام الكاريكاتير صلاح جاهين، هذا السر ببساطة أنه كان قد استثمر أوقات فراغه وخاصة الإجازة الصيفية فى قراءة كل الإصدارات الصحفية القديمة من خلال زياراته المتكررة لدار الكتب وهو ما جعل البعض يعتقد أن رئيس تحرير مجلة صباح الخير هو رجل فى الخمسين وليس شابا فى العشرين كما كان الحال بالفعل ومن هنا تأتى نصيحته إلى شباب الصحفيين بوجوب القراءة والاطلاع بكثافة وتركيز فلا سبيل للتميز فى هذه المهنة بدون ذلك وإلا أتى الناتج فارغا من المحتوى مهما بدا هذا الإنتاج معقدا ومليئا بالمصطلحات كما يحذر من أن يتحدث الكاتب مع القارئ بأسلوب متعال بل يجب أن يتجه إلى التبسيط والتنظيم ويستشهد على ذلك بالكاتب الروسى الكبير أنطون تشيكون الذى هب ليعرض أعماله الأولى فى الكتابة على الكاتب الروسى الكبير ليوتولستوى الذى نصحه قائلا: «البساطة يا سيدى البساطة...الشمس تشرق والطيور تغرد والفنان يرسم الصورة بلمستين من ريشته».

وللحديث بقية