الإثنين 29 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
هل تتنصت شبكات التواصل الاجتماعى علينا ؟ «2-2»

هل تتنصت شبكات التواصل الاجتماعى علينا ؟ «2-2»

الإجابة الرسمية عن هذا السؤال هى «لا»، هذا ما يقوله القائمون على تطبيقات شبكات التواصل الاجتماعى وهو ما يقوله أيضا بعض من الذين حالوا اختبار تلك الفرضية بأساليب تقنية معقدة لم تصل بهم إلى نتيجة تؤكد هذا الفعل، ولكن وفى جميع الأحوال ما يجب التركيز عليه هو النتيجة النهائية وليس الفعل فعندما نجد جثة ملقاة على قارعة الطريق فإن البحث عن أسباب الوفاة ليس مهمًا بالقدر المطلوب لاستقبال النتيجة النهائية وهى أن لدينا جثة لشخص قد فارق الحياة وأنه يجب علينا أن نستكمل الإجراءات تمهيدًا لدفنه ثم فالنبحث بعد ذلك عن الأسباب ولكن فى جميع الأحوال فإن الأسباب لن تغير من الحقيقة ومن النتيجة النهائية فى شىء. 



والحقيقة فإن التفسير الذى طرحه القائمون على تلك الشبكات أراه منقوصًا، فالحديث عن أن الإعلانات تأتى للمستخدمين بناء على البيانات التى وضعوها طوعًا على تلك الشبكات ليس كافيًا، فالاسم والعنوان والنوع ومحل الإقامة ومجال العمل والفئة العمرية والصفحات التى قاموا بالاشتراك فيها، كل هذا ليس كافيًا لأن الإعلانات تكون أكثر دقة وأكثر تحديدًا وربما لا تكون مرتبطة بتلك البيانات على الإطلاق.

التفسير الأقرب إلى الصحة هو أن تلك التطبيقات تستخدم تقنيات الذكاء الاصطناعى لإجراء تحليلات أكثر دقة، منها ما يقوم به المستخدمون من علميات للبحث من خلال محركات البحث المختلفة ونوعية مقاطع الفيديو التى يشاهدونها كاملة أو يشاهدون أجزاء كبيرة منها هذا بالإضافة إلى علامات الإعجاب والتعليقات وأيضا المنشورات التى يشاركون بها فى تلك الشبكات.

مستوى آخر من التحليل يعتمد على الأصدقاء وكيفية تفاعل المستخدم معهم وكذا أيضًا إجراء تحليلات مشابهة لأنشطتهم واهتماماتهم، هذا بالإضافة إلى قدرة هذا التحليل إلى الربط بين الاهتمامات المختلفة وباقى الأنشطة التى يقوم بها المستخدمون ومن ثم يمكن الخروج بنتائج دقيقة عن اهتماماتهم وخطواتهم المستقبلية أيضًا، ولأن المنظومة شديدة التعقيد فإن نتائجها تأتى شديدة الدقة والتزامن وهو ما يرسخ نظرية المؤامرة وأن تلك التطبيقات تتنصت بالفعل وفى تقديرى أن المستقبل سيحمل الكثير من الريبة والشك من قبل المستخدمين وذلك كلما تم توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعى أكثر وأكثر لمزيد من التحليل والتوجيه.