الإثنين 11 نوفمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
 الاستخدام الرشيد لتطبيقات التواصل الاجتماعى

الاستخدام الرشيد لتطبيقات التواصل الاجتماعى

الجميع يعانى من الآثار السلبية لاستخدام تطبيقات التواصل الاجتماعى المختلفة ، ما بين إحساس بالاكتئاب وعدم الرضا، أو الانزعاج والقلق والتوتر وصولا إلى اعراض جسمانية كالتعب والإرهاق وربما يتطور الأمر إلى  الإحساس بالألم فى بعض اعضاء الجسم، لا يمكن انكار أن شبكات التواصل الاجتماعى تتيح لمستخدمها التواصل مع الأهل والأصدقاء ومعرفة أخبارهم وكذا أيضا إبلاغهم ببعض الأخبار خاصة فى حالات الطوارئ، كما أنها تحتوى على قدر من المتعة-الظاهرية-من خلال المنشورات الساخرة والضاحكة.



إلا أن شبكات التواصل الاجتماعى لا يمكن تقييمها ووضعها فى خانة النفع أو الضرر، تماما مثلما لا نستطيع أن نوصم سكينا بأنه ضار أو نافع، فالعبرة بالاستخدام، فسكين فى يد إنسان غاضب قد تتحول إلى أداه  تشويه أو قتل كما أن وجودها فى يد إنسان سعيد ستساعده حتما فى تقطيع كعكة عيد ميلاد، ولكن تكمن مشكلة الوصم عادة فى ربطه بالاستخدام الأكثر شيوعا، فالشموع على سبيل المثال هى رمز الرومانسية رغم أنها قد تسبب حرائق كبيرة والثعبان هو رمز الخطر والإيذاء بالرغم من ما قد يستخرج منها من ترياق.

عودة إلى شبكات التواصل الاجتماعى والتى تعج بالكثير من الأخبار السلبية والمغلوطة والكثير من الشائعات والاستعراض بالإضافة إلى الكثير من الأخبار الصحيحة المنترة باحجام مهولة إضافة إلى حملات التسويق والبيع للمنتجات المهمة والتافهة وكذا أيضا الكثير من التنمر والمضايقات والمناقشات الجادة والهزلية، الهادئة والمتعصبة المتشددة أيضا، فكيف إذا يمكن لنا استخدامها استخداما رشيدا؟

أول خطوة هى الاعتراف بوجود آثار سلبية ويأتى ذلك من خلال مراقبة مشاعرنا عند الاستخدام وبعد الاستخدام أيضا حيث تساعدنا تلك المراقبة على التعرف على ما يثير أعصابنا أو يصيبنا بالقلق والاحباط والتوتر وما يسموا بأرواحنا وينشط عقولنا وينمى مداركنا، ثم تأتى بعد ذلك الخطوة الثانية حيث يجب علينا الابتعاد عن كل مصادر الإزعاج من خلال إلغاء المتابعة للصفحات والأصدقاء الذين يتسببون فى ذلك مع الغاء الاشعارات المزعجة التى يقذفها هذا التطبيق علينا باستمرار، كما يجب علينا ايضا التوقف عن التصفح بلا هدف Scrolling  والذى عادة ما نبحث من خلاله عن موضوع نشتبك فيه ثم نقوم باستنزاف طاقتنا بضراوة.

من المهم أيضا تخصيص وقت محدد للدخول على تلك الشبكات وأن نتوقف عن المتابعة المحمومة للتطبيق وما به من أخبار، أى إن علينا أن نتخلص من مرض «الخوف من الضياع والفقد» Fear Of Missing Out (FOMO) وفلن تحدث أى مشكلة إذا علمنا بخبر وفاة فنان أو وقوع حادثة على طريق سريع بعد وقوعها بساعات فنحن لا نعمل كمراسلين فى وكالة أنباء ولا إعلاميين على الهواء 24 ساعة يوميا.

يجب علينا أيضا أن نميت الباطل بالسكوت عنه ففى كل مرة نمر بمنشور مثير للجدل أو تافه علينا ألا نتفاعل معه لا سلبا ولا ايجابا وعلينا أن نؤمن بمقولة توماس جريشام مستشار ملكة انجلترا أن العملة الجيدة تطرد العملة الرديئة أى أن علينا بعد تجاهل تلك الأمور أن نقوم بنشر كل ما هو نافع ومفيد لنا ولمتابعينا.

وفى النهاية يجب أن نترك على صفحاتنا كل ما هو مشرف ومفيد ليبقى كذكرى جميلة بعد وفاتنا.