الجمعة 26 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

واحة الإبداع

خطيئة ملاك

الأعمال للفنانة عبير السيد أحمد  



يسيل بجوار النيل فى بر مصر نهر آخر من الإبداع.. يشق مجراه بالكلمات عبر السنين.. تنتقل فنونه عبر الأجيال والأنجال.. فى سلسلة لم تنقطع.. وكأن كل جيل يودع سره فى الآخر.. ناشرا السحر الحلال.. والحكمة فى أجمل أثوابها.. فى هذه الصفحة نجمع شذرات  من هذا السحر.. من الشعر.. سيد فنون القول.. ومن القصص القصيرة.. بعوالمها وطلاسمها.. تجرى الكلمات على ألسنة شابة موهوبة.. تتلمس طريقها بين الحارات والأزقة.. تطرق أبواب العشاق والمريدين.  إن كنت تمتلك موهبة الكتابة والإبداع.. شارك مع فريق  «روزاليوسف» فى تحرير هذه الصفحة  بإرسال  مشاركتك  من قصائد أو قصص قصيرة أو خواطر «على ألا تتعدى 550 كلمة» مرفقا بها صورة شخصية على الإيميل التالى:

قصة قصيرة

خطيئة ملاك

خطا هذا الطفل داخل منزله بثقة رغم ملابسه الممزقة الملوثة ببقع الدماء والطين ولم يأبه لنظرات أبويه التى يملؤها الجزع.. كانت ترتسم بعينيه نظرات غريبة هى مزيج من التحدى والثقة.. 

اتجهت نحوه أمه بلهفة تتفحصه وهى تقول بقلب مكلوم:- ماذا أصابك يا صغيرى؟ 

تبعها الأب يقول بغضب مكتوم:- خالد.. هل افتعلت شجارًا كالمعتاد؟ 

نظر له الولد بتحد يمتزج بخوف طفيف  وقال:- نعم لقد فعلت. 

هوى الأب على وجهه بصفعة غاضبه فهتفت الأم بجزع:- كفى اتركه.. ألا ترى أن المسكين مصاب!

نظر لها الأب بغضب وعاود النظر لابنه بمشاعر مختلطة ما بين الغضب والألم غلبته شفقته على صغيره فتنهد بحزن وقال:- خذيه وطببى جروحه.

نظر لهما الصغير برجولةٍ مبكرة وقال:- اطمئنا أنا لست مصابًا.. تلك الدماء ليست لى إنها دماء الفتيان الأشرار. 

ابتسم الأب رغمًا عنه وأشار للأم لتأخذه لغرفته وتنظفه أخذته أمه بسرعة وما إن أغلقت باب الغرفة عليهما حتى أمسكت بولدها من كتفيه بقلق وقالت:- والآن أخبرنى يا خالد ماذا حدث معك مع من تشاجرت ولماذا؟

نظر خالد للأرض بخجل وقال:- إنه أحمد وأصدقاؤه مرة أخرى. 

رفعت الأم وجه صغيرها لينظر إليها وهى تقول:- لا تحن وجهك أبدًا يا ولدى وأخبرنى ماذا حدث. 

رد بانفعال:- كانوا يطاردون ويعذبون قطًا صغيرًا بعد أن أخذوه من أمه عنوة، لقد شج أحمد رأس القطة الأم بحجر وأخذ منها ابنها، لذلك شججت رأسه بحجر مثلما فعل مع القطة وأخذت الصغير المسكين وأعدته لأمه.

لم تجد  الأم جواباً وهى تنظر  له  بفخر مليء بالحب ومشاعر مختلطة بين التأنيب والتشجيع فإنها تعلم أنه محق فى دفاعه عن كائن ضعيف.. ومخطئ فى عنفه الزائد مع الأطفال الآخرين إنه يدافع عن حق ولكن بخطيئة بسيطة، خطيئة ملاك.