الأحد 30 يونيو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
التابعى ناقدًا سينمائيًا!

التابعى ناقدًا سينمائيًا!

كان عرض فيلم «الماضى المجهول» بطولة ليلى مراد وأحمد سالم وبشارة واكيم ربيع سنة 1946 سببًا فى عودة الأستاذ الكبير «محمد التابعى» إلى كتابة النقد الفنى خاصة المسرحى وكتب فى آخر ساعة - التى كان يملكها ويرأس تحريرها مقالًا بنفس عنوان الفيلم وهو «الماضى المجهول» وقال فيه:



عدت أمس وأنا أشاهد فيلم الماضى المجهول وأسجل مواطن الحسن فيه ومواطن الضعف فيه التى ليس يخلو منها فيلم مصرى ومعظم أفلامنا مصرية اسما وأجنبية معنى، عدت أمس عشرين عاما إلى الوراء أيام كانت جريدة الأهرام تنشر لى مقالاتى فى النقد المسرحى على صفحاتها الأولى، لا لأن مقالاتى كانت لها قيمة أو أهمية خاصة مبرزة، ولكن لأن النقد المسرحى كانت له قيمة خاصة تفوق بكثير قيمته فى هذه الأيام، إن كانت له قيمة على الإطلاق.

وأيام كان الأستاذ «طه حسين بك» ينشر مقالاته فى النقد السياسى وفضيلة الأستاذ الأكبر الشيخ «مصطفى عبدالرازق» يتفضل على الأدب المسرحى من وقت إلى آخر بكلمة فى الموضوع.

وها أناذا أعود إلى النقد المسرحى بعد عشرين عامًا.. لا لأشتهى الشباب وأتمنى عودته كما يقول صديقى «أحمد الصاوى محمد» وإنما لأدعو الله أن يرحمنا بحسن الختام ومن آيات رحمته أن لا يذكرنا بالشباب وأيام الشباب»!!

سألتنى أين تمضى السهرة هذا المساء؟ فقلت: فى مشاهدة الماضى المجهول، قالت إنه فيلم نظيف.

ومن عجب أنه نفس التعبير الذى استخدمه زميلى الذى تفضل بمرافقتى - وكان قد شاهد الفيلم قبل ذلك - فقد قال ونحن نصعد درجات سلم سينما «رويال»: إنه فيلم نظيف!

ويمضى الأستاذ التابعى قائلا ومعلقًا على جملة «فيلم نظيف»: وأنا أوافق من غير تحفظ إنه فيلم نظيف، نظيف كل النظافة فى تصويره، ونظيف إلى حد كبير فى تمثيله، ونظيف فى إخراجه، والشىء الذى لم يكن نظيفًا أصلًا ولا يمت إلى النظافة بصلة هو أن يزعم صاحب القصة إنها من تأليفه!

هذا عمل غير نظيف فقصة «الماضى المجهول» مأخوذة أو منقولة حرفًا بحرف عن فيلم «عودة الأسير»، هذه كلمة قاسية وصريحة أرجو أن يتقبلها «أحمد سالم» وزملاؤه «يوسف وهبى» و«سليمان بك نجيب» ومن يكتبون للسينما!

ويبقى بعد ذلك واجب على المنتجين والمخرجين وأقصد بالمنتجين الشركات والاستديوهات التى تمول هذه الأفلام، وهذا الواجب هو الحرص على تقديم أفلام «مصرية» كتبت فعلا بأقلام مصرية، أو فليعلنوا بشجاعة أن هذا الفيلم منقول عن فيلم أمريكى أو قصة إنجليزية!

وينتقل التابعى إلى الفيلم وموضوعه وأبطاله فيقول:

وكانت هذه أول مرة أرى فيها أحمد سالم على الشاشة البيضاء، وأعتقد أنه نجح كممثل ومخرج.. هذا وأن يكن تمثيله الطبيعى قد أسرف فى طبيعته إلى حد ما وأنه كان فى بعض المواقف «باردًا» أما صوته فمن الأصوات القليلة التى تصلح للميكرفون، صوت واضح ومريح وشكله طبعا مقبول ولعل أسلاك التليفون قد نقلت إليه هذا الرأى قبل اليوم.

ولكنى آخذ عليه كمخرج أنه استغل «ليلى مراد» كممثلة لا كمطربة، فدورها فى القصة كان تمثيلًا أكثر منه غناء والأغانى القليلة التى قدمها كان نصفها غير متقن التسجيل من حيث صفاء الصوت ووضوحه!

وبعد فإن فيلم «الماضى المجهول» فيلم ناجح والفضل فى نجاحه يعود أولا إلى جمال التصوير وجودة التمثيل والإخراج والمناظر ، وثانيا الموسيقى والغناء، وثالثا إلى سذاجة جمهور الأفلام المصرية!

ثم كلمة أخيرة لابد منها «كلمة قاعدة على قلبى كما يقولون» إن «بشارة واكيم» كما قلت ممثل خفيف مقبول على العين والرأس، ولكن مرة واحدة أريحوا منه العين والرأس» انتهى مقال الأستاذ التابعى الذى كتبه منذ 76 سنة بالضبط ومازال أكثر ما انتقده فى الفيلم موجودًا فى سينما هذه الأيام وخاصة «سذاجة الجمهور»!!