الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الرمال السوداء كنز مصر الاستراتيجى

لسنوات طويلة، كانت الدولة المصرية لا تحسن استخدام مواردها الاقتصادية، حيث ظلت العديد من الثروات الطبيعية مهملة، لكن بعد تولى الرئيس عبدالفتاح السيسى، الحكم، عمل طوال السنوات الماضية، على الاستفادة من موارد مصر الطبيعية، وذلك عبر وضع استراتيجية متكاملة لتحقيق أقصى استفادة من كنوزنا المهدرة، وانطلاقاً من تلك الاستراتيجية، وضعت الدولة خطة للاستفادة من «الرمال السوداء»، والتى تؤكد العديد من الدراسات أن حجم الرمال السوداء فى مصر، يمثل أكبر احتياطى للرمال السوداء فى العالم، وبذلك تستطيع مصر أن تكون طرفًا مؤثرًا فى عالم صناعة الصواريخ والطائرات.



 

تكوين الرمال

 

تعد الرمال السوداء، رواسب شاطئية ثقيلة سوداء اللون، تترسب عند مصبات الأنهار وتحتوى على نسبة من المعادن الاقتصادية مثل (إلمنيت – زيركون – جارنت – روتايل – ماجنتيت)، بالإضافة إلى «المونازيت» الذى يحتوى على المواد المشعة، وبالتالى فهى مواد غير صديقة للبيئة، وتعد الأمواج هى أهم العوامل المسببة للترسيبات، ويكون سبب تلك الترسيبات المعدنية الرئيسى هو تآكل الصخور الشاطئية، حيث تتحرك الترسيبات من فم النهر لتكون معادن رملية وصخرية على الشواطئ، فإذا كانت التأثيرات الموجية شديدة تحركت الترسيبات بطول الشواطئ بدلًا من الانحسار فى الدلتا فقط.

ونظراً للقيمة الاقتصادية للرمال السوداء، وحرص الدولة على الحفاظ على ثرواتها التعدينية، فقد قامت هيئة المواد النووية بإجراء دراسة استكشافية شاملة لمناطق تواجد الرمال السوداء على طول ساحلى البحرين المتوسط والأحمر، حيث قامت شركة «مينرال ميتنولوجى» الأسترالية بإعداد دراسة جدوىبشأن استغلال وتعدين الرمال السوداء بمنطقة «البرلس»، وخلصت الدراسة إلى أن المشروع ذو جدوى اقتصادية عالية جاذبة للاستثمار، لذا صدر قرار رئيس مجلس الوزراء فى سبتمبر 2014بإنشاء الشركة المصرية للرمال السوداء كشركة مساهمة مصرية.

وقامت فكرة إنشاء الشركة على استخلاص المعادن الاقتصادية من الرمال السوداء سواء من سطح الأرض أو من المياه وفصلها وتسويق منتجاتها محلياً وعالمياً، علاوة على تعظيم القيمة المضافة لخامات المعادن المستخلصة من الرمال السوداء وتحويلها إلى منتجات جاهزة للعمليات الصناعية المختلفة، بدلا من تسويقها كمواد خام مما يسهم فى دفع عجلة الاقتصاد المصرى، ومن أهم المعادن المستخلصة من الرمال السوداء، «الإلمنيت» ومن المتوقع إنتاج 298000 طن فى العام، ويستخدم فى إنتاج التيتانيوم الإسفنجى وفلز التيتانيوم وسبائكه اللذين يستخدمان فى صناعة (الصواريخ والغواصات والطائرات)، علاوة على ثانى أكسيد التيتانيوم  المستخدم فى صناعة (البويات، البلاستيك، الورق، الجلود).

كما سيتم إنتاج نحو 25000  طن سنويًا من «الزيركون»، والذى يستخدم فى صناعات السيراميك الأدوات الصحية والزجاج، وتبطين الأفران، وقلوب المفاعلات النووية، صناعة الحراريات، علاوة على 12000 طن سنويًا من «الجارنت»، مادةالجرانيت ويستخدم فى صناعة فلاترالمياه والصنفرة، علاوة على 11000 طن من «الروتايل» المستخدم فى  صناعة  فلز التيتانيوم، والأصباغ، والبويات، والورق والمواد الغذائية، وأسياخ اللحام، فضلًا عن إنتاج 145 طنا من «المونازيت»، المستخدم فى إنتاج العناصر الأرضية النادرة المستخدمة فى الصناعات عالية التقنية ومصدر ثانوى للحصول على المعادن المشعة (الثوريوم واليورانيوم)، و«الماجنتيت» الذى يستخدم فى صناعة الحديد الإسفنجى وتغليف أنابيب البترول.

 

تأسيس الشركة

 

تأسست الشركة المصرية للرمال السوداء كإحدى شركات جهاز مشروعات الخدمة الوطنية بتاريخ 15/2/2016 برأس مال مُصدر قدره 500 مليون جنيه، وتم زيادته ليصبح 4 مليارات جنيه بنسب مشاركة كالآتى: جهاز مشروعات الخدمة الوطنية  61%، هيئة المواد النووية   15%، بنك الاستثمار القومي   12%، محافظة كفر الشيخ10%،  الشركة المصرية للثروة التعدينية 2%.

ولسرعة تغطية معظم مناطق الرمال وخاصة منطقة «غليون» بما يسمح بالحصول على أعلى عائد اقتصادى وعدم تعطيل خطة التنمية بالدولة (إسكان – زراعة – سياحة)، والحصول على تكنولوجيا منافسة للتكنولوجيا الإسترالية، تم تأسيس الشركة المصرية الصينية، حيث ساهم جهاز مشروعات الخدمة الوطنية مع الشركة المصرية للرمال السوداء فى تأسيس الشركة المصرية الصينية للرمال السوداء بتاريخ 18/7/ 2018 برأس مال مصدر(24) مليون دولار وبنسب مشاركة كالآتى، جهاز مشروعات الخدمة الوطنية 83.5%، الشركة المصرية للرمال السوداء 12.5%، الشركة الصينية المصرية للتعدين وتصنيع المعــادن4%.

 كما تم توقيع اتفاقية التزام بين الدولة وهيئة المواد النووية والشركة المصرية للرمال السوداء للبحث عن واستغلال المعادن الاقتصادية من الرمال السوداء فى جميع أنحاء الجمهورية، حيث صدق رئيس الجمهورية على القانونرقم (8) لسنة 2019  بتاريخ 20/2/2019 وتم نشره بالجريدة الرسمية بالعدد رقم (7ب) بتاريخ 20/3/2019 بشأن اتفاقية الالتزام، والذى تنص المادة الثالثة منه على منح الشركة المصرية للرمال السوداء التزاماً مقصوراً عليها بالبحث عن واستكشاف وتعدين وتركيز المعادن الاقتصادية من ركاز الرمال السوداء واستغلالها فى جميع ربوع الجمهورية.

تم الإنتهاء من تنفيذ الأعمال الإنشائية وتنسيق الموقع بنسبة 100% فى موقع الشركة بالبرلس، والذى يتكون من مصنعى الفصل والتركيز، حيث تم توريد وتركيب كل معدات مجمع مصانع الفصل والتركيز بنسبة 100%، وبلغت نسبة تنفيذ اختبار تشغيل المعدات كالآتى، مصنع التركيز 100 %، الكراكة (تحيا مصر) 100%، مجمع مصانع الفصل 100 %.

 كما تم الانتهاء من جميع الأعمال الإنشائية للمرحة الأولى بنسبة 100%، فى موقع الشركة منطقة رشيد، علاوة على توريد وتركيب جميع معدات المرحلة الأولى بنسبة 100%، وجار أعمال الاختبارات والتشغيل التجريبى للمصنع، بالإضافة إلى إنتاج ركاز المعادن الاقتصادية بواسطة (7) وحدات تركيز بموقع ومعدات التنجيم، وتقدر الطاقة الإنتاجية للموقع بـ(14) ألف طن/عام من ركاز المعادن الاقتصادية بنظام العمل بوردية واحدة.

 وفى موقع استخلاص الركاز بدمياط، جارى العمل بواسطة (2) وحدة استخلاص ركاز معادن اقتصادية بميناء دمياط بجوار أحواض التكديس، حيث تقدر الطاقة الإنتاجية بـ(1200) طن/عام من ركاز المعادن الاقتصادية المختلفة بنظام العمل بوردية واحدة، وفى موقع ستخلاص الركاز ببحيرة المنزلة، يجرى العمل بواسطة (4) وحدات استخلاص ركاز معادن اقتصادية، والطاقة الإنتاجية تقدر بـ (2400) طن/ عام من ركاز المعادن الاقتصادية بنظام العمل بوردية واحدة.

 وحول موقع التنجيم بـ«غليون» التابع  للشركة المصرية الصينية للرمال السوداء، يتم تجهيز (4) وحدات استخلاص ركاز المعادن بموقع التنجيم ببركة غليون وجارى الانتاج الفعلى لركاز المعادن ونقلة إلى موقع مصنع الفصل، التابع للشركة، والذى تقدر طاقته الإنتاجية  بـ( 18) ألف طن/عام من المعادن الاقتصادية بنظام العمل بوردية واحدة. 

يذكر أن الرمال السوداء فى مصر تتواجد بـ11موقعا على السواحل الشمالية تنتشر بتركيزات مرتفعة، بدءا من رشيد حتى العريش بطول ساحل 400 كيلو متر، تبدأ من إدكو شمال محافظة البحيرة، وتوزع على 4 مناطق تشمل شمال سيناء بواقع 200 مليون متر مكعب، ودمياط بواقع 300 مليون متر مكعب، ورشيد بواقع 600 مليون متر مكعب، وبلطيم بواقع 200 مليون متر مكعب.