الإثنين 29 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
حمى ليلة السبت

حمى ليلة السبت

فى الثانى عشر من ديسمبر القادم يكون قد مر 45 عامًا بالتمام والكمال على العرض الأول لأحد أشهر الأفلام الغنائية الأمريكية على الإطلاق والمعروف بحمى ليلة السبت Saturday Night Fever بطولة نجم الاستعراض جون ترافولتا الذى يجسد دور راقص الديسكو «تونى مانيرو» الذى يعمل فى متجر للبويات ويعشق الرقص يشارك فى عدد من المسابقات التى تقام فى صالات الديسكو، الفيلم متوسط المستوى ولا يحتوى على قصة عميقة بالقدر الذى يعطيه كل هذه الشهرة ،والتى ربما يأتى أغلبها من الأغانى المصاحبة للرقص والتى قدمها الفريق الأمريكى «بى جيز» The Bee Gees  والتى يتذكرها كل من عاصر تلك الفترة وما بعدها أيضًا، يأتى على رأسها أغنية «البقاء حيًا» Staying Alive  و«أكثر من امرأة» More Than a Woman، هذا الفيلم حقق إيرادات مهولة وصلت إلى 237.1 مليون دولار بالرغم من أن تكلفة إنتاجه لم تتعد الثلاثة ملايين دولار.



الفيلم يعتبر البطولة السينمائية الأولى لجون ترافولتا بعد مشاركته منذ عام 1972 فى عدد من الأدوار الثانوية فى مسلسلات تليفزيونية وهو ما وضعه فى مصاف النجوم فجأة وفتح أمامه أبواب الشهرة والعالمية حيث قام فى العام التالى مباشرة ببطولة فيلم «جريس» Grease مع الممثلة أوليفيا نيوتن جونز ثم توالت بعد ذلك الأعمال السينمائية منها الراقص مثل فيلم «البقاء حيًا» عام 1983 إخراج النجم سلفستر ستالونى ثم توالت الأعمال وصولًا إلى أدوار الشر التى أداها أيضًا بمهارة واقتدار.

فيلم «حمى ليلة السبت» تم تصنيفه كخامس أفضل فيلم استعراضى ضمن قائمة أفضل 100 فيلم، أما ألبوم الأغنيات فلقد تم إصدار ما لا يقل عن 40 مليون نسخة منها 25 مليون نسخة فى الفترة من 1977 وحتى 1980 حيث يعتبر ثانى أهم ألبوم غنائى على الإطلاق بعد ألبوم «الحارس» The Bodyguard للمطربة ويتنى هيوستن عن الفيلم الذى يحمل نفس الاسم.

حمى الفيلم  أصابت الشباب حول العالم فأصبح الجميع يقلد جون ترافولتا فى ملابسه وطريقة مشيته ورقصة كما استخدمت أغانى الفيلم وموسيقاه فى العديد من البرامج والفواصل وعلقت صوره وصور الفريق فى غرف أغلب شباب العالم فى تلك الفترة.

الفرق الكبير بين تكاليف الإنتاج والإيرادات وكذا أيضًا الأثر المستمر لهذا العمل الفنى يؤكد بما لا يدع مجالًا للشك أن الحجج القائلة بأن الأفلام الاستعراضية ليس لها جماهيرية وأنها تحتاج إلى إنتاج ضخم هى حجج واهية فالأصل هو الإبداع والتميز وليس الإبهار والإنفاق. أدعو شباب اليوم للبحث عن أغنيات هذا الفيلم على شبكة الإنترنت والاستمتاع بالتناغم الموسيقى والكلمات كما أرجو أن يتسع وقتهم الضيق لمشاهدة 119 دقيقة هى مدة الفيلم الذى رشح لأثنى عشرة جائزة منها جائزة الأوسكار كما فاز بأربع جوائز أخرى.