الأحد 6 يوليو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

نصائح مهجورة وحقوق مبتورة

تحية من القلب لبريد روزا وبعد...



أنا سيدى الفاضل زوجة أبلغ من العمر ٢٥ عامًا، حاصلة على دبلوم فوق المتوسط، وأعيش بإحدى محافظات القاهرة الكبرى،، جمعتنى بجارى قصة حب عنيفة أثناء دراستنا، هو فى مثل سنى تقريبًا، حاصل على مؤهل عالٍ ويمتهن إحدى الحرف التى تدر دخلًا لا بأس به، رفضته أمى فى البداية عندما أراد التقدم لخطبتى، وأصرت على موقفها، لكننى هددتها بالانتحار إذا لم أتزوج به، لدرجة أنها شكت فى حدوث شىء بيننا يغضب الله، وبأنه ليس أمامى خيارات أخرى غيره، لكننى ومع كل الإهانات والتيارات المعادية لإتمام زيجتنا بحجة أنه «صنايعى»، لم ألين، وصممت على فتى أحلامى, والدى توفى وأنا طفلة صغيرة ولى شقيقتان غيري، الحِمل كان كبيرًا على والدتنا - وهذا لم يكن سببًا أساسيًا فى تصميمى على الزواج من رجلى، بل لأننى أحببته بجنون، ولم أرَ غيره، علمًا بأن جمالى الذى حبانى الله به أهلنى حينها للزواج، من مهندس وضابط شرطة - لكننى رفضت أى ارتباط آخر،، فترة خطوبتنا لم تكن طويلة لشعور الجميع بضرورة لم شملنا سريعًا، خاصة مع خوف أمى المسيطر، وهاجس فضيحة تلوح فى الأفق، ستعصف بسمعتها وسمعة شقيقتى ناصعة البياض بمنطقتنا، مما دفعها للتعجيل بالزواج، وجعله شرطًا أساسيًا لموافقتها.. بضعة أشهر بعد زواجى كانت كفيلة بإظهار الوجه الآخر لزوجي، وكأنه غول لا يشغل باله تمزيق أصل صورته المثالية بخيالى، أصبح لا يكتفى بتركى وحيدة بين أربعة جدران، أعانى متاعب الحمل، وفى رحمى توءم سيرى نور الدنيا بمشيئة الله بعد شهر ونصف الشهرتقريبًا، يسهر مع أصدقائه القدامى وزملاء مهنته على المقاهى ويعود قرب فجر كل يوم جديد، كلما عاتبته يوبخنى بأبشع الألفاظ، يناقشنى فقط فى سهرى على الفيس بوك، ويصارحنى بشكل مستتر فى شكوكه نحو إخلاصى له، يعايرنى متظاهرًا بالمزاح، أن شكه هو امتداد لشكوك والدتى القديمة، فى وجود علاقة بيننا قبل الزواج، هذا الأمر الذى يذبحنى ويبكينى، كلما تذكرت أن حربى مع أسرتى، كانت لا تستحق استخدام أسلحة مثل التهديد بإنهاء حياتى إذا لم أتزوجه، وصولًا لتأصيل شكوك مؤرقة، لا تمت للواقع بصلة.. المرة الأخيرة لصدامنا البائس منذ أيام قليلة، وكنت حينها عائدة مع شقيقتى الكبرى من متابعة حملى، اتفقت معه مسبقًا على حضوره واصطحابى لشقتنا منتصف الليل، اتصلت به قبل انتهائى من زيارة الطبيبة بساعة، ثم لم يحضر فى الميعاد المتفق عليه، عاودت الاتصال به فاعتذر، وأكد عودته فى الثانية صباحًا، معتمدًا على سفر زوج شقيقتى بإحدى الدول الأوروبية، شعرت بإهانة كبيرة عندما استأذنت شقيقتى لتنام بسبب عملها فى الصباح الباكر، لم يصل إلا الثالثة والنصف وعدنا لشقتنا، طلبت منه الطلاق دون تردد، بعد أن عاتبته بعنف، ولعلك تتفق معى أستاذ أحمد أن هذا من حقى بعد تلك الإهانة، لكنه هددنى بخالى فى الصعيد والسفر إليه لإنهاء كل شيء،، وأنا لا أعرف لماذا ترددت فى قرارى صباح اليوم التالي، فوجدتنى أنتظر استيقاظه وأتوسل إليه بنسيان الأمر، وطى تلك الصفحة، وبداية أخرى يقدرنى فيها ويكون سندًا حقيقيًا لى، وهو استشاط غضبًا وشدد على أنه لن يغير عاداته فى السهر خارج المنزل، وبأننى مطالبة بطاعته دون نقاش، إذا أردت أن أعيش مثل كل الزوجات، التى يعترف بصلاحهن، كخادمة له ولأبنائه، تقديرًا لوجوده بحياتى - وإلا سيتصل بعمى، وسيشرح الأخير على طريقته كيف تطيع الزوجة زوجها فى الصعيد، أو يطلقنى وليس لى أى حقوق، وسيأخذ منى توءمى بعد الولادة، حتى وإن هرب بعيدًا ليحرق قلبى عليهما، كل هذا الجحود لا أعرف سببه، ولا أستطيع البوح لأمى بفشلي، بعد قهرى لها بالزواج من هذا الرجل الظالم،، أحيانًا ومع ضغوط الحياة أفكر فى الانتحار، يمنعنى فقط خيط رفيع من عذاب الضمير، إذا أجهزت على حياة ثلاثة أرواح لا ذنب لهم فى قراري، ولن أقوى على سؤالى عنهم يوم المشهد العظيم، فبماذا تنصحنى!؟ 

إمضاء ر. خ

عزيزتى ر. خ تحية طيبة وبعد...

يقول المثل الشائع «أكبر منك بيوم يعرف أكتر منك بسنة»، تلك المقولة الشعبية الشهيرة، تصف تمامًا حال أهل الخبرة، وقيمة وجودهم فى حياتنا، بمعرفتهم وحكمتهم المؤثرة، بعد أن أحلكتهم تجارب ومواقف لا حصر لها، فأثقلتهم ودعمتهم جيدًا، ومما لا يدع مجالًا للشك، أن الأهل وأقربهم منا الأب والأم، هما الأجدر باتباعنا لآرائهم والأخذ بها، فى تحديد مصائرنا، خاصة بمراحل عمرنا قبل النضوج،،، ووالدتك أطال الله فى عمرها ورزقها الصحة والعافية، كانت ترى بعقلها الخبير فى زوجك قبل ارتباطكما، ما لم تستطيعِ الوصول إليه بقلبك وعاطفتك المحدودة، ولما سبق، أنصح كل فتاة بسن الزواج قائلًا: إذا كان من حقك تقييم بعض الأمور فى شريك حياتك، مثل ضرورة الارتياح إليه، وتميزه بالاحترام والتقدير لشخصك ولأهلك، وكذلك خوفه عليكِ وتراحمه معكِ - تبقى بعض الحقائق الأخرى معرضة للاختفاء، مثل سلوكه الشخصى بعيدًا عن أهل منطقته، أو غياب الوازع الدينى لديه، وعدم تحليه بروح الرجل المسئول... إلخ، ومن ثم فإن إيجابياته التى أظهرها، لا تتخطى كونها سرابًا لا يروى ظمآن، تلك الحقائق أو غيرها من المؤكد أن والدتك أخبرتك بها، فور وصولها إليها، كان يجب أخذك لها بعين الاعتبار، بدلًا من التهديد  بالانتحار- وبما أن الزواج قد حدث بالفعل عزيزتي، وأيضًا الحمل فى توءم لا ذنب لهما، فى تحسس حياة تنفصل عنها روح الألفة، والمودة بين أبويهما، لذا أدعوكِ للتريث فى أمر سهره اليومى، واختبار طريقة المناقشة باللين، بعد مرور عدة أيام، دون إظهار الامتعاض أو الاعتراض على تصرفاته، قومى بأداء كل واجباتك المطلوبة نحوه دون تقصير، ثم اختبرى رد فعله، ربما يتغير من تلقاء نفسه مكافأة لولائكِ، وإذا حدث هذا بالفعل، فأنك تكونين قد كسبتِ معرفة الطريقة المثلى للتعامل معه، وهى الاحتواء بالصبر، بدلًا من الجدال معه،، واعلمى جيدًا أن تلك السياسة ليست سياسة الضعيف، أو قليل الحيلة - بل هى سياسة القوى المتحكم فى مقاليد الأمور، بعقله وحنكته،، أما وإن لم يتغير، وزادت حدة فهمه الخاطئ للحقوق الزوجية، وأنها من طرف واحد، تقدم فروضها الزوجة لزوجها فقط، وعلى الزوج غض الطرف عن دوره كرب أسرة مكلف بحماية زوجته وأبنائه، وإشعارهم بالأمان إلى جواره، هنا أقول بأنه يستحق التصعيد إلى خالك الذى يهددك به، حينها ستثبتين للجميع أنك حاولتى إصلاحه دون جدوى. وسيقف معك كل أقاربك حتى يستفيق من غيبوبته، ويعود بمشيئة الله إلى رشده. 

دمتِ سعيدة وموفقة دائمًا ر. خ