الأربعاء 1 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
الرئيس.. ونداء السلام فى مؤتمر المناخ

الرئيس.. ونداء السلام فى مؤتمر المناخ

من «مصر السيساوية الجديدة» انطلقت دعوة الرئيس عبد الفتاح السيسى فى افتتاح «مؤتمر المناخ» المُنعقد على أرضها  بالحرب ضد الحرب، والدعوة إلى استتباب السلام والأمن، فجاءت دعوته بإيقاف الحرب الدائرة بين روسيا وأوكرانيا، فالبون شاسع بين حربٍ وحرب! فالحرب التى أعلنها رئيس مصر، لا تستخدم الدبابات والطائرات والرصاص والغازات السامة، ولكنها الحرب بالعقل والمنطق والحكمة والموعظة الحسنة، والإيمان بعظمة روح الإنسان التى خلقها الله العلى العظيم على الأرض، ليُكمل الرسالة التى كُلِّف بها لنشر الحُب والأمن والطمأنينة، فلم تجنِ الشعوب من حروب الرصاص سوى الخراب والدمار، ونعيق الغربان فوق أشلاء الضحايا. 



ومازالت آثار هيروشيما ونجازاكي، تنخر فى عظام الشعوب التى ابتُليت بهما، ومازالت آثار الإشعاعات النووية تبُث سمومها وتُحدث آثارها السلبية فى البشرية جمعاء.

ومن «مصرنا السيساوية» الجديدة، المؤمنة منذ فجر التاريخ بالسلم والسلام والأمن والطمأنينة لكل شعوب الأرض، انطلقت دعوة الرئيس.. وليُثبت شعبها العظيم فى كل الحَقب التاريخية التى مر بها بأنه هو الذى يفرض وجوده وإرادته، ولنا فى حوادث التاريخ عظة وعبرة ، فقد تكأكأت على حكمه العديد ممن ليسوا من بنى جنسه وجلدته، فمرت عليه دون ترتيب زمنى سلطة الدولة الفرعونية والطولونية والعباسية والإخشيدية والفاطمية والأيوبية والمملوكية والعلويَّة والأمويَّة والعثمانية، ففى كل تلك الحِقَبْ الزمنية، حاولوا بكل الطرق المشروعة وغير المشروعة أن يغيِّروا من تركيبته الاجتماعية وقناعاته، ومحاولة العبث فى جيناته الأصلية الأصيلة.

من أجل إيقاف تلك الموبقات كانت الدعوة أمام شعوب العالم، لإيقاف نزيف الدم والمال، والعودة إلى المائدة المستديرة للتفاوض والتفاهم وإقرار المبادئ الإنسانية التى يجب أن تكون عليها السلوكيات البشرية الحضارية.. ونبذ السلوكيات الغوغائية وحُب التملُّك والسيطرة.

وقال الرئيس السيسي: « إن الملايين اليوم يتابعونا كما تابعت قمتـنا العام الماضي، نشترك فى مصيرٍ وهدفٍ واحد منهم من يتواجدون معنا هنا ومنهم خارج القاعات وأمام الشاشات يطرحون أسئلة صعبة ولكنها ضرورية، أسئلة يتعين علينا أن نسألها لأنفسنا قبل أن توجَّه إلينا: هل نحن اليوم أقرب إلى تحقيق اهدافنا؟ هل استطعنا خلال عام منصرم أن نتحمل مسئوليتنا كقادة للعالم فى التعامل مع أخطر قضايا القرن وأشدها تأثيرًا ؟، والأهم هل ما نطمح إلى تحقيقه من أهداف يقع فى نطاق الممكن؟ بلا شك أنه ليس مستحيلاً، ولكن سننجح إذا توافرت الإرادة والنيَّة الصادقة لتعزيز العمل المشترك المناخى.

ثم أضاف الرئيس فى كلماتٍ صريحة ودون أدنى مواربة، حين قال فى كلمته المرتجلة بعد نهاية الكلمة المكتوبة عن مؤتمر المناخ وتوصياته وقراراته حيث أوضح أنه يوجه نداءً من مؤتمر المناخ فى شرم الشيخ: «... لوقف هذه الحرب التى تعانى منها الكثير من الدول»، مشيرا إلى أنه «مستعد للعمل على إنهاء هذه الحرب وإيقافها...» ، و «... نحن كدول اقتصادها مش قوى.. عانت من تبعات كورونا وتحملناها والآن نعانى أيضا من هذه الحرب الروسية الأوكرانية.. أرجوكم أوقفوا هذه الحرب...»،و«... بالمناسبة أنا مستعد ومش للبحث عن دور، لا والله! ولكن من أجل العمل على إنهاء هذه الحرب، أتصور أن كثيرا من القادة يشاركونى الرأى مستعدين نتحرك إذا كان ممكن الحل، ومستعد للعمل على إنهاء هذه الحرب...».

لقد وضعت كلمات الرئيس العالم بأسره أمام الاختيار الأمثل، لإنقاذ البشرية فيما هى مُقدمة عليه من تناحر وشقاق، ومحاولة تجنب السير بالكرة الأرضية ومن عليها إلى الدمار الشامل.. وطريق اللاعودة!

ترى.. هل يستجيب القادة والسياسيون إلى هذا النداء الصادر من القلب ؟ وهل تضع الحرب أوزارها بتحقيق أحلام السلام والأمن والطمأنينة التى تراود الشعوب؟

إننا نراقب بتلهفٍ وكلنا أمل، أن يجد هذا نداء السلام هذا رجع الصَّدى المطلوب، فالخلافات السياسية وممارسة العناد باستعراض القوة، لن تصل بالبشرية إلى بر الأمان والسلامة، فأسلحة الدمار الشامل لن تبقى ولن تذر، وستأكل الأخضر واليابس على ظهر البسيطة.

فليستمع العالم من حولنا إلى كلمة هذا الزعيم الوطنى المخلص لقضايا وطنه، وقضايا الإنسانية، حين بعث بهذا النداء الروحى والقلبى والوجدانى.. حين قال:

«أرجوكم أوقفوا هذه الحرب...»! لتكن الغلبة لصوت العقل.. لا صوت الرصاص والمدافع والدبابات والطائرات.. وبعدها يكون لكل حدث حديث !

رئيس قسم الإنتاج الإبداعى الأسبق بأكاديمية الفنون وعضو اتحاد كتاب مصر