الحكومة تطلق أكبر منظومة لخلق بيئة نظيفة ومستدامة
![](/UserFiles/News/2022/11/14/411351.jpg?221114195033)
حسن أبوخزيم
اتخذت الدولة المصرية، بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى، رئيس الجمهورية، العديد من الإجراءات الحثيثة فى إطار مواجهة عوامل التغير المناخى، وذلك من أجل خلق بيئة نظيفة ومستدامة، حيث تعد الدورة الحالية لمؤتمر الدول الأطراف فى الاتفاقية الإطارية للأمم المتحدة للتغير المناخى «27COP»، فرصة جيدة لعرض مختلف الجهود التى تقوم بها الدولة فى سبيل الحفاظ على بيئتنا من أجل أبناء وطننا والأجيال المقبلة.
وفى هذا السياق، تابع الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، الإجراءات التى تم اتخاذها لمواجهة نوبات تلوث الهواء بمناطق القاهرة الكبرى والدلتا ووسط الصعيد، وذلك خلال الفترة من 21 سبتمبر حتى 15 أكتوبر 2022، والتى تقوم بها وزارة البيئة بالتعاون والتنسيق مع الوزارات المعنية، وكذا التوصيات والمقترحات للتغلب على أى نوبات تلوث فى هذا الشأن، وذلك من خلال تقرير أعدته الدكتورة ياسمين فؤاد، وزيرة البيئة.
وفى تقريرها، أشارت وزيرة البيئة، إلى النجاح الذى حققته منظومة مواجهة نوبات تلوث الهواء، خاصة خلال العام الماضى، بفضل التكامل والتنسيق المشترك بين مختلف الوزارات والجهات المعنية، مشيرة إلى أن تلك الجهود أسهمت فى تحويل التحدى الكبير إلى فرصة اقتصادية، وتحويل الأزمة إلى منتج اقتصادى يدر عائدًا ماديًا بدلاً من حرقه مسببًا انبعاثات ملوثة للهواء، مؤكدة أهمية جهود هذه المنظومة هذا العام الذى يتزامن مع استضافة الدولة لمؤتمر المناخ «27COP» بمدينة شرم الشيخ، حيث تعتبر تلك المنظومة قصة نجاح حققتها مصر للتصدى للتغيرات المناخية.
وقالت «فؤاد»: «إن الجهود المبذولة خلال الأعوام السابقة لمنع نوبات تلوث الهواء، أظهرت زيادة الوعى لدى المواطنين بالمشكلة الناجمة عن حرق قش الأرز، وهو ما أدى لارتفاع نسبة استغلال مخلفات قش الأرز إلى 99%، وحرص المزارعون خلال العامين السابقين على جمع القش وكبسه وتدويره بدلاً من حرقه».
وأضافت الوزيرة: «أنه فى إطار استدامة هذه النجاحات، قامت الوزارة بتحديث خطة تحسين جودة الهواء للعمل خلال فصلى الخريف والشتاء من كل عام، بالتنسيق مع الوزارات المعنية ومن خلال تطبيق سياسات اللامركزية فى إدارة المخلفات البلدية والزراعية بإدارة مشتركة مع وزارتى التنمية المحلية والزراعة واستصلاح الأراضى، حيث يتم الاعتماد على منظومة الإنذار المبكر بالوزارة فى التنبؤ بنوعية الهواء، من خلال إجراء تحليل إحصائى للبيانات وتنفيذ نموذج محاكاة الغلاف الجوى والتشتت فى محافظات المنظومة، بالإضافة إلى توجيه فرق ومحاور التفتيش للمناطق الأكثر تأثرًا بالعوامل الجوية وتحذير المواطنين فى حالة توقع زيادة تركز الملوثات فى الهواء نتيجة العوامل الجوية».
وسردت وزيرة البيئة، بيانات الشبكة القومية لرصد ملوثات الهواء المحيط، والتى أظهرت أن مؤشر جودة الهواء السائد خلال الفترة من 21 سبتمبر حتى 15 أكتوبر 2022 بنطاق القاهرة الكبرى جاء بالمستوى الجيد بنسبة 93% من أيام الرصد تقريبًا، كما جاء فى نطاق الدلتا بالمستوى الجيد بنسبة 95% تقريبًا من أيام الرصد، كما جاء بالمستوى الجيد بنسبة 73% تقريبًا من أيام الرصد فى وسط الصعيد «أسيوط»، حيث أسفرت الجهود المبذولة عن تجنب انبعاثات ملونات الهواء بإجمالى يزيد على 16 ألف طن، وذلك من خلال تنفيذ محاور استهدفت المنشآت الصناعية، إذ تمت مراجعة أكثر من 2000 منشأة لبيان مدى توافقها البيئى، وكذلك تنفيذ أكثر من 100 حملة لفحص عوادم المركبات على الطرق، وكذلك أسطول هيئة النقل العام بالقاهرة الكبرى.
وفيما يخص المخلفات الزراعية، فقد أوضحت الوزيرة أنه تم الانتهاء من تجميع وكبس أكثر من 1.3 مليون طن قش أرز بنسبة 86.4% من كمية قش الأرز الناتجة من إجمالى المساحة المزروعة خلال الفترة المستهدفة، وفقًا للبيانات الواردة من وزارة الزراعة، عن طريق فتح 46 موقعًا لجمع وكبس القش، من خلال الدعم بالمعدات المقدمة من وزارة البيئة، بالإضافة إلى فتح 165 موقعًا من خلال الأهالى، حيث تبين ارتفاع نسب تجميع الأهالى نتيجة التوعية بأهمية قش الأرز.
وتطرقت الوزيرة، فى تقريرها، إلى مجهودات الجمع والحرق المكشوف للمخلفات الزراعية، مشيرة فى هذا الصدد إلى إصدار منظومة الإنذار المبكر نشرات بنتائج تحليل بيانات الحرائق التى تم رصدها من خلال ثلاثة أقمار صناعية خلال الفترة نفسها، حيث تم تفعيل 20 محورًا للمتابعة والسيطرة على الحرق المكشوف لتلك المخلفات تابعة لوزارة البيئة، بالتعاون مع الجهات المعنية.
وحول موقف تجميع مخلفات الذرة الرفيعة، فأشارت الوزيرة إلى تجميع ما يزيد على 2050 طنًا من مخلفات حطب الذرة الرفيعة خلال الفترة، من خلال 18 مفرمة مقدمة من وزارة البيئة، وتم إدخال محافظة أسيوط منظومة مواجهة نوبات تلوث الهواء هذا العام لأول مرة، بعد أن اتضح فى السنوات الأخيرة بالمحافظة وجود ظاهرة حرق المخلفات الزراعية التى لا يحتاجها الفلاح فى صورتها الأصلية وخاصة حرق بوص الذرة الرفيعة.
أما بشأن برامج التوعية البيئية، فأشارت إلى أنه تم عقد 821 ندوة وحملة توعية خلال الفترة مع المواطنين، للتعريف بالأضرار الناتجة عن حرق المخلفات الزراعية وكيفية الاستفادة من قش الأرز، وجهود وزارة البيئة والوزارات المعنية فى التعامل مع المخلفات الزراعية والفئات المستهدفة وهى المزارعين العاملين بالجمعيات الزراعية والوحدات المحلية ورجال الدين، حيث تم البدء بتكثيف الحملات قبل الموسم بفترة كبيرة.
«التقرير»، أفرد جانبًا لاستعراض أعمال منظومة خدمة المواطنين ومتابعة غرفة العمليات المركزية، حيث تم التنويه لاستقبال 149 شكوى تضرر من حرق المخلفات الزراعية، إضافة إلى شكاوى تضرر من حرق القمامة، حيث تم التعامل مع جميع الشكاوى وإزالة أسبابها بالتعاون مع الحماية المدنية، وتم تحرير محاضر للمخالفين، مع توجيه مسئولى المحاور المختصة مكانيًا بالبلاغات الواردة إلى غرفة العمليات المركزية، وأن يتم التنسيق والمتابعة اليومية بغرف العمليات بالفروع ورؤساء الفروع المعنية والموافاة بالإجراءات التى تم اتخاذها فى هذا الشأن.
كما تضمن التقرير، عددًا من التوصيات من بينها أهمية العمل على زيادة فعالية الدور الذى تقوم به الإدارات المعنية فى التعامل مع حرائق المخلفات بنطاق المحافظات التى ترتفع فيها معدلات الحرق، مع ضرورة تنفيذ خطط سريعة للرصد المستمر من قبل الجهات المعنية، دون التقيد بالخطة الزمنية المحددة سلفًا، وذلك لسرعة التعامل مع أى نوبات قد تحدث، وذلك للتغلب عليها فى أسرع وقت.