
عصام عبد الجواد
فتنة المترو
مترو الأنفاق مواصلة من أجمل المواصلات التى تم إنشاؤها فى مصر منذ فترة الثمانينيات من القرن الماضى، ومع التوسع الكبير فى إنشاء خطوط المترو أصبح وسيلة مواصلات رئيسية لكثير من المواطنين لسهولة الوصول إليه وسرعة نقله للمواطنين من مكان لآخر، ومع التطور فى هذه المواصلة أصبحت كأنها رحلة سياحية خاصة مع انتظام زمن التقاطر وضبط عملية الخروج والدخول إلى محطات المترو ورغم كل ذلك إلا أن الباعة الجائلين ظلوا فترة من الزمان يسيطرون على المترو محاولين تحويله إلى سوق تجارية إلا أن أجهزة الأمن وشرطة النقل والمواصلات متمثلة فى شرطة المترو استطاعت القضاء على هذه الظاهرة السيئة واستطاعت ضبط أعداد كبيرة من هؤلاء الخارجين على القانون وتحويلهم إلى التحقيق، لكن الظاهرة الغريبة التى بدأت تنتشر داخل محطات المترو وداخل عربات المترو هم الدعاة الجدد ففجأة وأنت جالس داخل عربة قطار المترو تجد شابًا مهندم الثياب فجأة وقف يوعظ فى ركاب المترو صحيح أنه يحثهم على الفضائل وفعل الخيرات والصلاة والصيام والزكاة وغيرها من الفضائل ثم ينزل من عربة قطار المترو ويتجه إلى العربة الأخرى ليكرر نفس الشىء وأحيانا أخرى فجأة تجد شابًا خرج علينا يقرأ القرآن بصوت عال والمدهش دائمًا وأبدًا أنه يبدأ بقراءة سورة مريم ورغم أن أغلبهم أصواتهم جميلة وأحيانًا يبدو على الركاب الرضا التام مما يحدث، لكن هل هذا وقته أو هذا مكانه وماذا لو خرج علينا شاب آخر مسيحى على سبيل المثال ليقرأ علينا عظة بصوت عال هل سيسمع له الركاب أم يطلبون منه التوقف وماذا لو كانت عربة القطار أغلبها أجانب أو من ديانات أخرى كيف يكون استماعهم لشاب مسلم يعظهم فى الإسلام أعتقد أن هؤلاء مرضى نفسيين يحتاجون إلى علاج قبل أن يحتاجوا إلى مطاردتهم والقبض عليهم لأن لكل مكان مقالا فلا يمكن أبدا أن يكون المترو مكانا للمواعظ وقراءة القرآن أو الإنجيل أو القراءة بصوت عال فهناك كبار سن وأطفال صغار وأناس ذوو ديانات مختلفة يجلسون معنا فلا يحق مضايقتهم وإجبارهم على سماع ما لا يحبون سماعه.
وبذلك هم ينشرون الفتنة بين الركاب بإجبارهم على الإنصات لهم، الغريب أن البعض منهم يدخل عربة المترو ومعه شخص آخر يقوم بتصويره بالموبايل ويصور الركاب وهم جالسون ثم بعد ذلك تجد هذه الفيديوهات منتشرة على وسائل التواصل الاجتماعى وهم يروجون لأنفسهم بأنهم أدعياء جدد أو قراء للقرآن الكريم، وفى الحقيقة هذه فتنة عظيمة بدأت بها الجماعات المتطرفة مع بداية انتشارها فى التسعينيات وأوائل الألفية.
الغريب فى الأمر أن هناك عقوبة للباعة الجائلين الذين يتم ضبطهم فى المترو وهى الحبس مدة لا تقل على سنة ولا تزيد على سنتين وبغرامة لا تقل عن ألف جنيه ولا تزيد عن عشرة آلاف جنيه أو بإحدى هاتين العقوبتين، فماذا عن هؤلاء الأشد خطرًا من الباعة الجائلين وكيف يتم ضبطهم أمام القانون وقد يكونون الشرارة التى تكون سببًا لحريق كبير نحن فى غنى عنه حفاظًا على قيمنا ومجتمعنا واحترامًا لبعضنا البعض.
حفظ الله مصر قيادة وشعبًا وجيشًا.