
احمد رفعت
الغرب وحقوق الإنسان!
المدهش فى تعامل العالم الغربى مع ملف حقوق الإنسان هو كم الازدواجية والتناقضات التى يعج بها تدخلهم فى الملف كله..فليس خفيا عملية «غض البصر» عن تجاوزات حقوقية فعلية وثابتة فى دول تتفق مصالح الغرب مع قياداتها.. ولا يخفى على أحد معاناة ملايين من شعوب عديدة تدخل الغرب فى شئونها إلى حد التدخل العسكرى المباشر.. ليست سوريا وحدها ولا ليبيا معها وإنما دول عديدة فى إفريقيا وأخرى لم يزل تعريفها كوحدات سياسية وعلى خرائط العالم هو «مستعمرة»!
الغرب الذى يتحدث عن حقوق الإنسان هو من ترك «مراكب» المهاجرين تغرق أمام سواحله وفى مياهه الإقليمية بالمخالفة للمواثيق الدولية ولقوانينه المحلية وللقيم الإنسانية.. بل توثق بعض الجهات إصرار سلطات بعض الدول إلى إغراق هؤلاء فى مياه المتوسط ومع سبق الإصرار!.
هؤلاء..زاعمو الدفاع عن حقوق الإنسان من يمنعون الحجاب فى مدارسهم وشوارعهم وهم من يحاكمون كبار المفكرين والكُتاب بتهمة سيئة السمعة اسمها «معاداة السامية» بلغت حد محاكمة الفيلسوف الشهير روجيه جارودى وكان على مشارف التسعين من عمره!
فلينظر الغرب إلى نفسه وإلى ضحاياه وما يفعله بالإنسانية وما جنت يداه قبل أن يقف ليعطى العظات ويلقى الخُطب والدروس!