الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

علا عبدالمنعم تطلق روايتها الثانية «سوق العايقة»: النقد غير البناء قد يدفع بعض الكتاب الجدد للانسحاب من الساحة الأدبية تماما

بعض الحقب الزمنية تعد بمثابة النداهعية لبعض الكتاب خاصة اذا كانت ثرية بالاحداث المتواترة المختلفة التى تميز تلك الفترة.. هكذا رأت الكاتبة علا عبد المنعم، القاصة والروائية  ذات الجذذور الصعيدية من محافظة أسيوط ما حدث لها مع روايتها الأحدث «سوق العايقة» والتى صدرت لها رواية ميراث الأنصارى عن دار نشر المثقفون العرب وشاركت بها فى معرض القاهرة للكتاب ٢٠٢٢.



■ حدثينا عن روايتك الاخيرة «سوق العايقة»؟

- سوق العايقة رواية تدور أحداثها فى الفترة التى تسبق ثورة ٢٣ يوليو وما بعدها مرورا بحريق القاهرة وتناقش السلوكيات والاخلاقيات فى تلك الحقبة التاريخية من خلال بسيمة الفتاة الفقيرة التى تهرب من بيت أمها بعد ارتكابها لجريمة قتل وما يقتضيه خروجها للشارع وهى غير مؤهلة لذلك وما أجبرتها عليه الظروف وأدى إلى انحراف سلوكها وكفاحها حتى تستقيم حياتها من جديد ولكن هل يكون لها ما أرادت؟

هذا ما سيكتشفه القارئ فى رحلته مع سوق العايقة.

■ كيف اخترت العنوان؟

- كان المقصود فى البداية الكتابة قصة قصيرة عن حياة السوق وما فيها من أحداث حتى أن القارئ سيجد مقدمة عن السوق وتعريف له وصولا لسبب تسميته بالعايقة، لكننى وجدت نفسى وقد راق لى الاسم فقررت تحويلها لرواية تتناول العايقة فى فترات زمنية مختلفة، سواء كانت برضاها ومارست الرزيلة اختيارا، وتلك التى سِيقت لها إجبارا بحكم الظروف وأيضا تلك التى وجدت نفسها فى دركٍ أسفل من العايقة بسبب البراءة والطيبة الزائدة التى قادتها للانبهار بما هو زائف.

■ كيف استلهمت شخصيات الرواية ؟

- من قراءاتى عن تلك الفترة التاريخية وما كان فيها من انحرافات سلوكية مثل أى حقبة أخرى وعندما قررت الكتابة عن العايقة كنت فى البداية قد انتويت الكتابة عن أجواء عمل العايقة وحياتها الاجتماعية فقرأت بعض الكتب التى ناقشت الدعارة فى مصر على مر الأزمان واستفدت منها كثيرا مثل 

- كتاب القاهرة وما فيها للأستاذ مكاوى سعيد

- وكتاب مجتمع القاهرة السرى من ١٩٠٠- 

- ١٩٥٠ للكاتب عبد الوهاب بكر

■ ما اهم روافدك للكتابة بشكل عام؟

- القراءة المتنوعة المصادر فأنا قارئة نهمة للروايات الأدبية المصرية والمترجمة وكذلك التاريخ المصرى والإسلامى والعالمى أحيانا، وكل ما يناقش الحياة الاجتماعية فى مصر وتطورها على مر العصور.

■ كيف ترين موقع القصة القصيرة من كتاباتك الادبية؟

- القصة القصيرة هى العشق الأول والتى أظهرت موهبتى فى الكتابة لجمهور القراء وأستطيع أن احلق فيها عاليا أكثر من الرواية رغم قلة عدد كلماتها، كما أن إجادتى للقصة القصيرة جدا منحتنى قدرة على التكثيف و إبراز الفكرة بأقل عدد من الكلمات، وذلك ساعدنى كثيرا فى القصة القصيرة ومن بعدها الرواية، فأنا أستطيع الكتابة عن معنى واحد بمترادفات عدة تجنبا لتكرار قد يدفع القارئ لهوة الملل والضجر وهذا كثيرا ما يثنى عليه اصدقائى والمتابعين لى على صفحتى الشخصية.

كما ساعدتنى القصة القصيرة للتميز فى مواقع كثيرة فقد فزت بجائزة ساقية الصاوى عام ٢٠١٣ للقصة القصيرة.

وفازت قصتى أندلسية بالنشر فى الكتاب الذهبى الصادر عن مؤسسة روزاليوسف ضمن ١٠٠ قاص وقاصة من مختلف دول العالم العربى عدد يوليو٢٠٢١.

ولى الكثير من القصص القصيرة تم نشرها بجريدة الأهرام بالملحق الأدبى ليوم الجمعة مثل أحلام و يوم من أمشير وكذلك بموقع الهيئة العامة للكتاب مثل غيم ابيض وشلة زمان وحديث السبت وطوق نجاة.

■ كيف ترين الأجواء الادبية؟

- الأجواء الأدبية فى مصر ثرية وهناك حركة نشطة فى مجال الرواية والقصة القصيرة لكن الشللية تلقى بظلال قاتمة فكل مجموعة تتحيز لمن فيها ومن ينتمى إليها دون النظر لمن هم خارج الدائرة وهذا فيه ظلم لكثير من المواهب الجديدة.

■ هل تعتقدين فى دور النقد الادبى فى توجيه الكاتب؟

- النقد البناء الذى يوجه الكاتب ويضيئ له الطريق ليرتقى ويعلو بنفسه وبمستواه الأدبى مطلوب جدا، وما دون ذلك من انتقاد لمجرد الانتقاد لا النقد فأنا أراه معول هدم يعود بالنشاط الأدبى للوراء وقد يسبب صدمة لبعض الكتاب الجدد ربما تدفعهم للاختفاء من الوسط الأدبى وتوقفهم عن الكتابة لإنهم لم يجدوا التشجيع الذى يدفعهم للأمام.

■ حدثينا عن مشروعك القادم وكيف تستعدين له؟

- مشروعى القادم مازال قيد البحث لكنه فى مجمله يدور فى اجواء فن الباليه فى زمن ما بعد ثورة يوليو وكذلك مرض الزهايمر وما يعانيه المريض فيه من تغيرات ودور مجتمعه المحيط فى الأخذ بيده لتقليل آثار مرضه السلبية وحمايته من العزلة ودفعه للانخراط فى بيئته المحيطة.

واستعدادى له جاء عن طريق البحث فى كتب تناقش فن البالية بصفة عامة وكذلك فى مصر وبطلاته المصريات مثل ماجدة عز وماجدة صالح.

كما أحضر مجموعة قصصية ستكون عند نشرها أول مجموعة قصصية مستقلة لى بعد عدة مشاركات لى فى كتب مجمعة مثل قصة تحرر التى نشرت فى كتاب أوراق لا تشبه بعضها الصادر عن دار أكوان للطبع والنشر وشاركت فى معرض كتاب القاهرة ٢٠٢٢.

■ ما الذى شكل مخيلتك الابداعية فى الطفولة والشباب؟

- فى طفولتى تشكلت مخيلتى الإبداعية من قراءاتى التى شجعتنى عليها الأسرة منذ نعومة أظافرى فأتذكر وأنا بالصف الأول الإبتدائى دخول أبى للبيت وقد احتوت مشترواته بجانب الاهرام العريق مجلة ماجد التى لازمتنى ولازمتها سنوات عدة وبجانبها مجلات ميكى وسمير وبمرور الوقت ظهرت فى حياتى مجلة الشباب بقيادة الراحل الرائع عبد الوهاب مطاوع وزمرة مبدعيها مثل أنيس منصور وحسام حازم ومصطفى محمود ومحمود السعدنى وغيرهم من رائعى الزمن الماضى وبعدها تابعت نصف الدنيا منذ بدايتها برئاسة الجميلة سناء البيسى متعها الله بالصحة والعافية، وأذكر أنه دائما ما كانت مواضيع التعبير خاصتى مميزة وكنت أعرف بأسلوبى المميز حتى فى وقت تصحيح اختبارات الصف السادس الابتدائى والثالث الإعدادى فقد اخبرنى مدرسين مدرستى فيما بعد انهم اكتشفوا موضوعى وعرفوه من خطى المميز وكانوا يتناقلونه فيما بينهم للتباهى به وبأننى تتلمذت على أيديهم.