الثلاثاء 16 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

بريد روزا

قرار زوجتى الغامض

تحية طيبة من القلب لبريد روزا وبعد…



أنا سيدى الفاضل رجل فى العقد الثالث من العمر، حاصل على بكالوريوس هندسة، وأعمل بإحدي الدول العربية، أسير متيم بحب أم أبنائي، التى عشت معها ١٠ سنوات، ولازلت متمسكًا بها - رغم جحودها- وتغيرها غير المستحق معي، تزوجتها وأنا شاب فى الخامسة والعشرين من عمري، بعد قصة حب مليئة بالمشاعر الراقية، هى جارتى وتصغرنى بعامين فقط، كما أنها صديقة شقيقتي، كانت تأتى عندنا فى طفولتها لتلعب معنا،، مرحلة المراهقة شهدت تبادلنا لنظرات الإعجاب دون تجاوز، وجدتها فتاة مهذبة على خلق وجميلة، تتعامل بثوابت أخلاقية دفعتنى للتعلق بها، والثقة فيها، أبى وأمى كانا يعرفان جيدًا كل شيء عن علاقتنا، شجعهما تفوقى الدراسى على لم شملنا سريعًا، وأصرا ألا تتخطى خطوبتنا الأربعة أشهر، كى يفرحان بزواجى ممن أحب، مع العلم أن كل الإمكانيات المادية متوفرة والحمد لله، بحكم عمل والدى بالخليج طيلة أربعون عامًا، مكنته من تكوين ثروة لا بأس بها، لم ينجب غيرى أنا وشقيقتى الوحيدة.. بعد زواجى بعام سافرت للعمل واصطحبت زوجتي، لنبدأ رحلة كفاح مشترك، طالبتها بالتفرغ لى وتربية أبنائنا، ولم تمانع، مرت أول ٥ سنوات رُزقنا خلالها بثلاثة أطفال، مع تتابع مسئوليات الحياة بدأت تتغير كثيرًا، لم تكن مندفعة وغليظة القلب من قبل- لكنها تحولت تمامًا، أصبحت تثور لأتفه الأسباب، عندما أعاتبها يزداد سلوكها سوءًا، ظللت أبنى جسرًا من التحمل على أنقاض محبتى لها، وفجأة طلبت هى العودة لمصر بمفردها، حيث لا أستطيع بدء إجازة قبل عام، اضطررت السماح لها بالسفر مع أبنائنا، وقبل إجازتى الرسمية بشهرين صعقتنى بطلب الطلاق دون إبداء أى أسباب، حاولت معرفة دوافعها الخفية دون جدوى، فى النهاية لم أتمالك نفسى من الغضب، بعد شعورى بإهانة كبيرة، وكأننى كنت أحرث فى بحر حبى وإخلاصى لها، لأجنى سرابًا.. طلقتها هاتفيًّا ثم رسميًّا دون تفكير فى مصير أطفالى الصغار، ومع كل ما سبق لم أقصر فى حقوقها، هى من باعت العشرة، كنت أرسل لها الهدايا مثلما أفعل مع أبنائى تمامًا، أبى وأمى يبكيان علي حالى البائس، لم يتخيلا هذا المصير لعلاقتنا.. بعد نزولى وفى خضم التفكير بالأسباب، صعقتنى شقيقتى بالجواب والخبر اليقين، أخبرتنى بأنها عرفت بزواج طليقتى بضعة أشهر بموافقة أهلها، لكنها فشلت للمرة الثانية، وحدث الطلاق.. الآن أستاذ أحمد أنا حائر بين طلب أطفالى بإعادتها لعصمتي، مع اعترافها لوالديها بالندم، على تكديرها صفو حياتنا بتسرعها- وبين الشكوك التى دبت بداخلى حول علاقة خفية، قد تكون دارت بأى شكل من أشكالها مع هذا الرجل، الذى تزوجته بعدي، ثم عادت لرشدها وعرفت الفرق بينى وبينه،، من جهة أخرى أعترف لك بأننى كنت أحيانًا سببًا فى غضبها، وتأجيج المشاكل العادية، التى تحدث فى كل البيوت تقريبًا، متأثرًا بضغوط العمل، وسرعان ما كنت أبادر بالصلح، رغم أخذها حقها فى وقته، برد الكلمة بمثلها، والتخلى عن احتوائها السابق لى- لا أعرف ماذا أفعل حقًا، تساورنى الشكوك حول راحتى واستقرارى معها إذا أعدتها،، كذلك فإن كرامتى التى أُهدرتها بطلب الطلاق، ثم زواجها من رجل آخر أسباب تقتلنى كل لحظة،، فبماذا تنصحني!؟

إمضاء و. ى

عزيزى و. ى تحية طيبة وبعد…

مما لا شك فيه أن تخلى زوجتك عنك بالغربة، وطلبها الطلاق بعد حب وعشرة دامت ١٠ سنوات، أثمرت عن ثلاثة أطفال، بارك الله لكما فيهم، ثم زواجها من رجل آخر عدة أشهر، وحدوث الطلاق سريعًا - هو أمر محير حقًا- لكن دعنا نتفق بأن هناك شواهد، تقود حتمًا لأسباب تبدل الأحوال، سنرصدها ونُحكم فيها المنطق، وصولًا إلى قناعة تساعدك على اتخاذ القرار الصائب، أولها قصة حبكما الطاغى منذ الصغر، وبلوغ علاقتكما ذروة نجاحها بعد تخرجك من الجامعة، وزواجكما بمباركة الأهل، لعلمهم بتدفق تلك الأحاسيس الراقية والمنضبطة، تبع هذه الخطوة سفرك للعمل كمهندس ذو شأن ووضع اجتماعي، ثم اصطحاب زوجتك لمساندتك، ولم تعارضك فى إلزامها المنزل لتربية أبنائها والعمل على إسعادك، كل ذلك تسلسل رائع ومثالى للعشرة،، إلى أن بدأت تتغير بعد مرور ٥ سنوات من الزواج، فأصبحت لا تتحمل، ترد عليك الكلمة بمثلها، وندًّا لك فى كل شيء - هنا يجب أن تفكر لماذا هذا التحول المفاجئ!؟، ستجد بما لا يدع مجالًا للشك، أن التغيير الذى طرأ على رد فعلها، هو نفسه المساوِى لمقدار عصبيتك الخارجة عن السيطرة لأتفه الأسباب، وباعترافك، نتيجة ضغوط العمل وما إلى ذلك، ولعلك توافقنى الرأي، بأن رب الأسرة عندما يندفع بطريقة مبالغ فيها، يجب أن يتذكر لحظيًّا شريكته التى تعانى مثله، مسئولية رعاية زوج وأبناء، وطبيعتها كأنثى ضعيفة لها «سيكولجيتها» الخاصة، تختلف عن الرجل فى قوة تحمله لتتابع الضغوط وتلاحمها، أضف إلى ذلك غربة موحشة لم تعتدها لسنوات، بعيدًا عن الوطن الأم،، هنا يحضرنى قول الطبيب والأديب الفيلسوف، مصطفى محمود رحمه الله، «على الزوج أن يكون فنانًا ليحتفظ بحب زوجته ملتهبًا، متجددًا، عليه أن يكون جديدًا فى لبسه وفى كلامه وفى غزله، يغير النكتة التى يقولها آخر الليل، والطريقة التى يقضى بها إجازة الأسبوع، ويحتفظ بمفاجأة غير متوقعة ليفاجئ بها زوجته كل لحظة».. تلك الكلمات تؤكد قيمة الزوج كقائد بعواطفه ودوافعه النبيلة، ليكون زوجًا وأبًا لزوجته قبل أبنائه،،،، لذا انصحك عزيزى وأنصح كل زوج بضرورة إجادة فن الاحتواء والملاطفة الوجدانية والصبر، لضمان استمرار التمتع بهذا الأسر الذى تعيشه الآن، مثلما أشرت فى بداية رسالتك - برغم حدوث كل تلك التغيرات والمشاحنات،، أما بالنسبة لطلب أم ابنائك بالعودة لمصر، ثم مفاجأتها لك بالزواج من رجل آخر وسرعة انفصالهما، فهذا أراه يعبر عن مرورها بأزمة نفسية نتيجة تعنيفك المستمر لها، مما اضطرها لتبنى سلوك الندية والعند وتصليب الرأى معك، ثم الانسحاب،، وزواجها الثانى كان لتفادى الشعور بالفشل وأخطار الاكتئاب - لكنها سرعان ما اكتشفت بأنك حبها الأول والأخير، حياتها معك ومع أبنائها، فتركته غير آسفة، وهى الآن تريد فرصة للم الشمل من جديد،، وأنت تحبها وأسير حبها، ليس من فراغ- بل لأن رصيدها لازال كبيرًا فى قلبك، وأبناؤك يبكون ويتأذون لفقدان دفء الأسرة بين أحضانكم.. عزيزى المهندس الشاب، أنصحك بالتفكير العميق والأمين فى مسؤلياتك تجاه سفينتك، لا تتركها بمنتصف الطريق- بل تشبث بقيادة دفتها، اعتبر نفسك منحت مُساعِدَتك ورفيقة دربك استراحة محارب، عن طيب خاطر، استعادت خلالها قوتها لمكاتفتك من جديد،، لا تدع الشيطان يقنعك بأن فتاة أحلامك التى عرفت عنها حسن الخلق، قد حادت عن مبادئها يومًا. 

دمت سعيدًا وموفقًا دائمًا و. ى