الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
زعبوط عم عبده بقلم تولستوى!!

زعبوط عم عبده بقلم تولستوى!!

«سيدتى الجميلة» واحدة من روائع المسرح العربى، ومنذ عرضها فى ستينيات القرن الماضى وحتى الآن لا تزال مصدرًا للمتعة والبهجة والضحك مع فؤاد المهندس وشويكار ولا زالت القنوات الفضائية سواء مصرية أو عربية تعيد عرضها ولا أحد يزهق من مشاهداتها على الإطلاق.



وفجأة فجت أخبار الفن بنية البعض على إعادة تمثيلها مرة أخرى، بأبطال جدد، وقامت القيامة تهاجم ذلك التصرف وهو ما ذكرنى بمقال الأستاذ الكبير «أحمد رجب» بعنوان «الرؤية» عن ظاهر إعادة تمثيل الأعمال الفنية وكتب يقول: «لم يظهر فى أمريكا كاتب أعلن أنه سيعيد كتابة «العجوز والبحر» لهيمنجواى برؤية جديدة للسينما، ولا ظهر فى أوروبا كاتب يقول إنه فرغ من إعادة كتابة «الجريمة والعقاب» بروية عصرية للتليفزيون ولا سمعنا من مؤلف باريسى أعد رواية الكاتب العالمى «نجيب محفوظ» زقاق المدق وسماها «زوكاك جابرييل»!!

لكننا نفخر بأن عندنا فنانون يبدعون هذا الفن الجديد فى الأدب والموسيقى ولا زلت أذكر «سيد شحتوت» الذى زارنى وقال إنه يعيد قنبلة فنية خطيرة، فهو سيغنى «الجندول» برؤية فنية جديدة، قلت له: فعلا عبدالوهاب يقول: «قلت والنشوة تسرى فى لسانى، هاجت الذكرى فأين الهرمان» لقد نسى عبدالوهاب هرم منقرع الثالث!

قال لى شحتوت: عندك حق هذه ملحوظة مهمة سوف اضعها فى الاعتبار بحذف هذا البيت من القصيدة، وعلى أى حال أنا لا أقصد الشعر وإنما مهمتى أن أغير البناء الموسيقى الذى وصفه عبدالوهاب لأنه لم يعد يناسب العصر.

قلت: تقصد توزيعًا جديدًا؟ قال: لا بناء موسيقى برؤية عصرية جديدة!

ووعدنى الموسيقار شحتوت بأن يسمعنى قنبلة الموسم فى الأسبوع التالى، غير أنى أسفت لأن صاحب هذه الموهبة ذات الرؤية العصرية الجديدة لم يعد! وأسفت أكثر أن عبدالوهاب - فى غياب شحتوت - سوف يظل يغنى الجندول  متجاهلا هرم «منقرع» ولم أسمع شيئا بعد ذلك عن شحتوت رغم أنى أواظب على قراءة صفحة الحوادث لمعرفة أخبار الشمامين!

ولم يمر شهر حتى زارنى شاب اسمه «شهاب الدين» قال إنه جاء يناقشنى فى سبب الحملة على مؤلفى الدراما التليفزيونية كما أنه يريد أن يستأنس برأيى فى بعض الشئؤن الدرامية، وأدركت أنه مؤلف مسلسلات فقلت له: «إننى لا أهاجم ولكن أخذ على معظمهم أنه لم يحاول أن يستفيد من مجانية التعليم»!

وقال شهاب الدين إنه أعد قصة «أنا كارنينا» لتولستوى برؤية جديدة وسماها «زغبوط عم عبده»، غير أن هذا ليس هو المشروع الكبير وإنما مسرحية عطيل هى ما يشغل فكره الآن فهو قد وضع لها رؤية جديدة تمامًا، عطيل اسمه عطا الله البحيرى.. وهو ملك سوق السمك، وديدمونة اسمها «دومة»، وهى امرأة جميلة ولعبية، ولم يقتل عطيل ديدمونة بسبب غيرته عليها، بل أن «دومة» هى التى تقتل «عطا الله» ليخلو لها الجو مع عشيقها خليل أبو شفة!

قلت: ولكن ديدمونة كانت بريئة وليس لها عشيق؟ 

قال: هذا جزء من رؤيتى الجديدة، و«دومة» هى التى تخطط لقتله قبل أن يقتلها شأن أيه امرأة معاصرة، فقد انتهى عصر المرأة التى يقتلها الرجل غيرة عليها بعد أن أنقرض الرجل الحمش، لكن عندى فكرى أخرى ليتنى أعرف رأيك بشأنها؟.. لا تقتله ولا يقتلها بل يسبب لها عاهة مستديمة تشوهها فى نظر عشيقها فيهجرها!

قلت: هذه فكرة أفضل.. أقترح أن يلكمها «عطيل» لكمة قوية فى أنفها تصبح بعدها ديدمونة «خنفة» ويشمئز من منظرها خليل أبو شفة وهو يرى أنفها آيلا للسقوط ثم يجهز على أنفها بالضربة القاضية بعد أن ضاق بها وهى تنادى اسمه بصوتها الأخنف يا خنين»!! بعد فترة قرأت عن تمثيله سهرة اسمها «الخنفاء» ولا أعرف إن كانت أذيعت أم لا.. لكنى لم أسمع عن شهاب الدين رغم مواظبتى على قراءة صفحة الحوادث لمعرفة أخبار الشمامين.. وعلى ما يبدو فقد كانت نبوءة أحمد رجب خالدة وما زال بيننا «شحتوت» بل عشرات «الشحاتيت»!