الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

فى ورشة كوميديا الجسد

ريتشارد تالبوت: لدى أسلوبى الخاص فى تطويع الجسد واستغلاله لصناعة مواقف كوميدية

لم تتوقف الصعوبة فى صناعة الكوميديا عند حد بناء مواقف كوميدية لصناعة الضحك، لكن كيف يتم تطويع واستغلال الجسد ايضا فى صنع وغزل تلك المواقف، حول هذه الفكرة تأسست ورشة «كوميديا الجسد» ضمن فعاليات أيام قرطاج المسرحية فى دورته الـ23، والتى حاضر فيها الإنجليزى ريتشارد تالبوت استاذ الكتابة والأداء الدرامى بجامعة سالفور بإنجلترا، عن الورشة والإعداد لها قال فى تصريحات خاصة:



كنت مهتما باستخدام الطريقتين فى ممارسة الكوميديا سواء كتابة الشخصية على الورق بالسيناريو الخاص بها أو فى أدائها الحركي، بينما كان اهتمامى الأكبر منصبا على الفكرة الأخرى المعتمدة على تطويع واستخدام الجسد فى صناعة الكوميديا وليس مجرد كتابة النكت المضحكة، أعتقد أن الجميع لديه حس الفكاهة لكننا لم نعتد التكيف مع استخدام أجسادنا فى صنع هذه الفكاهة، لسنا جيدين فى تطويع الجسد على فعل الكوميديا قد نصطدم بالأشياء بشكل يومى أو نقفز ونتخبط بها، وكأننا فى صراع دائم مع الآخرين لكننا لم ندرك أن هذه الحركات من الممكن استغلالها فى صنع مواقف هزلية بأجسادنا. 

ويضيف: لم أتحقق من فكرة استخدام الجسد فى صناعة الكوميديا فى أماكن متعددة، أظن أنه متعارف عليه فى فرنسا، لكن فى انجلترا قد نعتمد على فن البانتومايم التقليدى فى أداء حركات تؤدى للضحك، وبالتالى لم أقدم شيئا جديدا لكننى أحاول ايجاد طريقتى الخاصة فى صناعة الكوميديا عن طريق استخدام الجسد، أبحث من خلال هذه الورشة عن طريقتى وأسلوبى الخاص كمعلم وشريك فى الورشة بالكتابة واكتشاف تكنيك لاستخدام الجسد فى صنع الضحك، بالطبع هذا الشكل بعيد عن اشكال السيرك أو المهرج لا نستخدم حركات «الكلاون» المبالغ فيها او الهادئة، لكن لدينا تكنيك آخر فى حركة الجسد الأقرب لتدريبات المسرح الراقص، حركة مسرح الجسد القادمة من أشكال الرقص المعاصر، عن طريق وضع المتدربين تحت تدريبات شاقة للجسد وتمرينه على اداء حركات محددة لدعم فكرة الكوميديا، على سبيل المثال كان لدينا تمرين كيف تكون مبهجا أو تصنع الضحك فى لحظات شديدة الجدية، قام الطلاب بصياغة مشهد عن جنازة لجسد شخص ميت على الأرض، أحد الأشخاص يبكى واثناء بكائه يتمايل شعره على جسد الشخص المسجى على الأرض، نجد حركة امتعاض وضيق مفاجأة من الشخص الميت وكأنه يطالبه بالتوقف عن لمس شعره لوجهه أثناء البكاء، هذا تكنيك معقد لكنه بسيط.

ويقول: أتذكر أن أحد أصدقائى المصريين رشح لى مشاهدة الفنان نجيب الريحاني، كيف وجدته كوميديان لديه وعى كبير بكيفية استخدام جسده فى صناعة شخصية كوميدية، أعتقد أنه من أكثر الكوميديانات فى رأى الذين تمكنوا من استغلال أجسادهم فى التعبير عن الكوميديا بمواقف شديدة الجدية، مثل أسلوبه وطريقته مع تهذيب التلاميذ بالمدرسة اثناء حديثه معهم المبالغة فى الأداء الحركى وتطويعه فى المواقف كم كان عظيما، فى الورشة لدينا ثلاث مراحل.. تعلم مهارة استخدام الجسد ثم ضبط الإيقاع الحركى مع الكلام والاحتفاظ بالتركيز والثبات الانفعالى أمام الجمهور، وفى اليوم الثالث أخرجت لهم مشاهد نتاجا للورشة، وأعتقد أنها المرة الأولى التى أقدم بها هذا النوع من الورشات بالشرق الأوسط وأتمنى تكرارها بالعالم العربى.