الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

بريد روزا

واقع تفرضه حكمة القدر

تحية طيبة من القلب لبريد روزا وبعد…



أنا سيدى الفاضل زوجة لم تهنأ بزواجها، أو تستطيع  اعتبار زواجى حدث مع إيقاف التنفيذ، لأن شريك حياتى وحب عمرى وابن عمى - ليس ملكًا لى وحدى الآن، بعد قصة حب طويلة جمعتنا منذ الصغر، نال نصيبه من زواج أول إجبارى قبل زواجنا،، طلب منه والده وألح عليه باختيار عروس غيري، لضيقه من تعنت والدي، ومبالغته فى عدد جرامات ذهب الشبكة وجهاز الشقة، واستغلاله لعمى عطفًا على خروجه لسن المعاش، من أحد القطاعات الكبرى، وحصوله على مكافأة مجزية بنهاية الخدمة.. تلك التفاصيل قضت على كل آمالنا وأحلامنا، وذبحت حبنا الكبير، مما اضطرنى للتهديد بالانتحار - إذا ضغطت عليَّ أسرتى للزواج من أى رجل آخر، والتأكيد بأننى لن أتزوج إلا بمحض إرادتى، ولن أقبل بالقهر مجددًا بسبب أطماع والدى وتصلب رأى عمي،، من جهه أخرى لم تنقطع صلتى بابن عمي، طيلة مدة زواجه وارتباطه بإنسانة لا توصف بغير أنها تستحق كل خير، طيبة وجميلة شكلًا وطباعًا لأبعد حد، من أسرة عريقة مثل عائلتنا، تزوجها على طريقة الصالونات دون حب، وهو خاضع لقرار عمى وظروف ذبحته الصدرية، التى تزامنت مع رفض ابنه للزواج من غيري، لكنه فى النهاية نفذ لأبيه ما أراد، وتزوجها وأنجب منها طفلًا وحيدًا، ثم دبت بينهما مشاكل وصراعات لا تنتهي، بسبب شعورها بحقيقة حبه لى، واكتشافها تواصلنا على «الواتس»، فانفصلا بالطلاق، قاطع عمى ابنه، وقررنا لم شملنا رغمًا عن الجميع بمن فيهم والدي، الذى رفض هو الآخر بشدة تلك الزيجة، ثم وافق بعد تهديدى الجاد بالانتحار، زواجنا تم فى شقتى ببيتنا، نزولًا على رغبة أمى وإرضاءً لها، كان زوجى يشعر حينها باليتم، بعد أن  تخلى عنه كل أفراد أسرته،، إلا شقيقى الأكبر، لم يتركه، حيث اصطحبه بعد عام من زواجنا للعمل بإحدى الدول العربية، وفى أول أجازة لزوجى فاجأنى للأسف الشديد بما لم أكن أتوقعه، وعاد لطليقته وأم ابنه عرفيًا، معللًا تصرفه بالرغبة فى لم شمل طفله مع والدته - وليس حبًا فيها، وبأنه لم يكتب عليها رسميًا خوفًا من انتقامى منه بالمحاكم.. مع إحساسى بالقهر الشديد والظلم، اضطررت لطرده من شقتي، وتأججت المشاكل بيننا، لدرجة أننى أعانى حاليًا من حالة اكتئاب وفقدان للوزن، وكثرة الهموم والتفكير بمصيرى الغامض، أصبحت على مشارف الثلاثين، وهو يلح علىَّ بالصفح، وإعادة زوجته الأولى لعصمته رسميًا - وأنا لا أعرف ماذا  أفعل أستاذ أحمد!؟، تحاوطنى الضغوط من كل اتجاه، عائلتى وموقفها السلبى الداعم لزوجي، وتعاطفهم الغريب معه لأنه ظُلم من والده، وعدم تحملى أن تأتى من تشاركنى فى حبيبى، كما لا أخفيك سرًّا بأن غيرتى تقتلنى أكثر لعدم الإنجاب حتى الآن، مما يشعرنى بنقص لا مفر من تكملته، وإعادة المياه إلى مجاريها مع ابن عمى بالطريقة المُرضية لى، وهى التخلص من تلك الزوجة الدخيلة، ضاقت بى كل السبل لكننى أثق فى نصيحتكم، وأعدكم بتقبلها مهما كانت. 

إمضاء ت. س

عزيزتى ت. س تحية طيبة وبعد...

أرى بأن جوهر الحل فى مشكلتك كان بين يديكِ من البداية، بعد أن ظهرت بوادر تعثر علاقتك بابن عمك، وتعنت والده ووالدك فى أمر زواجكما، لأسباب مادية وظنون داخلية، لا تمت لقرابتهما بصلة تذكر، بالإضافة لعدم توفر نية واضحة لتقديم بعض التنازلات من الجانبين، ثم انتهى الأمر بزواج فتى أحلامك من إنسانة غيرك، حفاظًا على صحة عمك التى تدهورت بسبب صراعه مع شقيقه وابنه، كل تلك الأمور كانت كفيلة بتراجعكما، واستقلال كل منكما بحياته بعيدًا عن الآخر - إلا أن تواصلكما لم ينقطع وبات واضحًا ومعروفًا للزوجة الأولى المغلوبة على أمرها، ما دفعها للشعور بالإهانة وفقدان الثقة فى شريك حياتها،، وانتهى المطاف بطلبها الطلاق ومنحكما فرصة لم الشمل - رغم تضحيتها باستقرار حياتها هى وطفلها،، ومما لا شك فيه، أن هذا التصرف غير المسئول، من جانبك أنتِ وابن عمك، كان ظاهره الحب والتعلق العاطفي، والإيمان المطلق بقانون «مرآة الحب العمياء»، وباطنه هو الرفض والتحدى الصريح لواقع فرضه القدر، وأصر عليه بإبعادكما عن طريق التلاقى - لحكمة يعلمها الله وحده، لذا يجب عليكِ التحلى بنفس روح التضحية، التى انتهجتها تلك السيدة، عندما تركت لكِ زوجها، قبل اضطرارها آسفة للعودة إليه، بعلاقة عرفية من أجل ابنها، وإحقاقًا للحق فإن تلك العلاقة لا تكفل لها حقوقها وغير معترف بها، كنتِ سترفضينها إذا عُرضت عليكِ من زوجك، والآن هو يريد إعادتها إلى عصمته بصفة رسمية بعد الحصول على موافقتك، ونصيحتى هى تفعيل هذا الحل عن طيب خاطر، للم شمل الجميع، زوجة أولى تستحق أن تعيش مع زوجها بكرامتها، وثانية حبيبة لم يتخلَّ عنها حبيبها، لفرط إيمانه بحبه الطاغى لها - فكونى لينة ولا تتبنى الأنانية - اتركى الرجل يجمع بينكما للأسباب سالفة الذكر، وعيشى سعيدة فى حياة لا ينقصها العطاء والتجرد.. أدعو الله أن يرزقك راحة البال والذرية الصالحة، كما أدعو من خلال هذا العدد كل أب للتباسط، والتساهل فى أمر زواج ابنته، وأن يحافظ على حقوقها دون إفراط أو مغالاة، يقول الله سبحانه بصورة النور - بسم الله الرحمن الرحيم، (وَأَنْكِحُوا الأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ) صدق الله العظيم. 

دمتِ سعيدة وموفقة دائمًا ت. س